الإثنين 13 اكتوبر 2025

مقال رئيس التحرير

اخلع نعليك إنك بأرض السلام

  • 13-10-2025 | 21:16
طباعة

هنا على أرض مصر المقدسة المبتدأ والخبر، العنوان والتفاصيل، في أكتوبر 2023 وفور اندلاع حرب غزة بادرت مصر إلى عقد قمة القاهرة للسلام، كانت مصر تبصر من بعيد الخطر الداهم والمحدق ليس بالمنطقة وحدها، ولكن بالسلم والأمن العالمي قبل الإقليمي.

حذرت مصر مبكرًا من خطورة توسع نطاق الصراع بما يهدد استقرار المنطقة، ويهدد السلم والأمن الدوليين، وحددت ثوابتها ولاءاتها، وأعلنت خطوطها الحمراء، لا تصفية للقضية الفلسطينية، لا تهجير للفلسطينيين من أراضيهم، ضرورة إنهاء الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية، لا سلام ولا أمن لإسرائيل دون حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

على مدار عامين كانت الثوابت المصرية حاضرة فى كل المحافل الدولية واللقاءات الرئاسية، لا تراجع عن الخطوط الحمراء ولا حياد فى دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

تحملت مصر العنت صابرة محتسبة فى سبيل الحق الفلسطيني، تناصر الشعب الشقيق بالأفعال على الأرض لا بالكلام في الهواء الطلق، تعمل بقوة وفى صمت ولا تلتفت إلى الصغائر، وتنتبه جيدًا على كل المؤامرات التى تحاك من حولنا على كل الجبهات الاستراتيجية.

وبعد عامين والآن فى أكتوبر 2025 وعلى الأرض المقدسة يكتب خبر المبتدأ، ويسدل ستار النهاية على حرب غزة، فى قمة شرم الشيخ للسلام تعلن مصر أن إرادتها قوية ورؤيتها ثاقبة وأنها لا تحيد أبدا عن ثوابتها ولا تفرط فى أمنها القومي.

حكمة القوة تجسدت فى تحركات مصر على مدار عامين من أجل وقف الحرب، لم تنجر مصر إلى المهاترات والصغائر التزمت بضبط النفس إلى أقصى درجة، مؤكدة فى الوقت نفسه ومن أرض القوة أن خطوطها الحمراء غير قابلة للتجاوز وأن أمنها القومى غير قابل للتفاوض.

لا للتهجير.. لا لتصفية القضية الفلسطينية رسائل واضحة حاسمة كانت عنوان المفاوض المصري القوى فى كل محفل يشارك فيه، وقفت مصر حائط صد صلب وسدا منيعا فى وجه مخططات التهجير، ونافح رجالها الأشداء الأقوياء بقوة وصلابة عن الأمن القومى المصري.

نجحنا فى وقف التهجير وكشف المخططات، وفضح المؤامرات التى كانت تستهدف الأمن القومى المصري، وفى الوقت نفسه لم تترك مصر غزة وحدها، بل كانت هي وحدها هناك على أرض القطاع وسط الأشقاء والعلم المصري يرفرف عاليا يحمل الأمن ويعلن: "هنا منطقة آمنة أدخل بسلام" التف الفلسطينيون فى غزة حول العلم المصري يأمنون بعد خوف ويطعمون بعد جوع.

اللجنة المصرية في غزة قامت بدور بطولى عظيم، كانت حاضرة وسط الأشقاء، تضمد الجراح، وتربت على القلوب، تطمئن الأطفال، وتواسى الثكالى، كانت الأمان لمن فقد أهله، والملاذ للخائفين.

بتوجيهات الرئيس البطل عبد الفتاح السيسى كانت اللجنة المصرية الأمل للمظلومين فى غزة، جهزت المخيمات وأدخلت المساعدات، ووفرت المياه والطعام ، بل وأنشأت مدرسة داخل المخيمات.

رسمت اللجنة المصرية الابتسامة على الوجوه الخائفة من جديد، وكانت بمثابة الأمل بعد الألم، لتقدم رسالة مصر إلى العالم "غزة ليست وحدها".

وصلنا إلى أرض السلام شرم الشيخ بفضل جهود مصرية مخلصة، تضع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني نصب عينها، وقفت بالمرصاد لكل محاولات تصفية القضية.

وبدبلوماسية القوة قادت القيادة السياسية بحكمتها الجهود حتى وصلنا إلى نهاية المفاوضات بنجاح، ورسمت مصر طريق السلام بالتعاون مع الرئيس الأمريكي ترامب.

اليوم ومن مدينة السلام شرم الشيخ، وعلى مقربة من الوادي المقدس طوى وفى رحاب منطقة التجلي الأعظم، تكتب مصر السطر الأخير في إنهاء حرب غزة، وإعلان السلام، لذلك من حقنا أن نقول بفخر "اخلع نعليك إنك بأرض السلام".

الاكثر قراءة