أكدت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة ، أن إقليم شرق المتوسط يشهد مرحلة تحول غير مسبوقة في العمل الصحي الدولي، مشيرةً إلى أن "الأمور في المكتب الإقليمي لم تعد كما كانت"، في إشارة إلى الإصلاحات الجذرية التي أُجريت خلال العام ونصف الماضيين.
وأضافت فى كلمتها الافتتاحية خلال أعمال الدورة الثانية والسبعين للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، اليوم أن المكتب الإقليمي أعاد هيكلة منظومته التشغيلية وأولوياته، وأطلق خطة تنفيذية استراتيجية جديدة ترتكز على ثلاث مبادرات رئيسية تعزز جاهزية الأنظمة الصحية، والاستجابة للطوارئ، وتحقيق العدالة في التمويل الصحي. كما تمكّن الإقليم، بحسب قولها، من الاستجابة لـ16 حالة طوارئ صحية و56 فاشية مرضية، مع حشد أكثر من 1.4 مليار دولار من المساهمات الطوعية لدعم البرامج والمشروعات الحيوية.
وأشارت إلى أن المكتب أطلق 15 شراكة جديدة مع مؤسسات ومنظمات دولية، وأعاد تنشيط التحالف الصحي الإقليمي، كما يعتزم إنشاء فريق عمل إقليمي معني بالتمويل الصحي المبتكر والمستدام، يضم خبراء من الدول الأعضاء، لمواجهة التحديات المتزايدة في تمويل القطاع الصحي في ظل الأزمات العالمية.
وفي سياق متصل، شددت بلخي على أن الشفافية والمساءلة والقرارات التشاركية تظل من الركائز الأساسية لقيادة المكتب الإقليمي، مؤكدةً أن الأولوية باتت الآن لوضع برنامج عمل يعبر عن احتياجات وأولويات الدول الأعضاء فعليًا، لا عن توجهات بيروقراطية.
كما كشفت عن عدد من الملفات التقنية الحيوية التي ستناقشها اللجنة هذا العام، تشمل استئصال شلل الأطفال ومرحلته الانتقالية، ودعم تعافي النظم الصحية في المناطق الهشة، وتوسيع نطاق الرعاية الملطفة، إضافة إلى مناقشة خطة عمل جديدة بشأن تغيّر المناخ والصحة، تواكب أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العالمية المنشورة في The Lancet Planetary Health حول تأثير ارتفاع درجات الحرارة على معدلات الإصابة بالأمراض المعدية والتنفسية.
واختتمت الدكتورة بلخي كلمتها بالإشادة بجهود الدول الأعضاء قائلة: "إن قيادتكم وتفانيكم في إثراء المناقشات هو ما يصنع الفارق الحقيقي لصحة شعوبنا".
كما عبّرت عن سعادتها بتكريم روّاد من الإقليم تقديرًا لإسهاماتهم في رعاية مرضى السرطان وبحوث متلازمة داون، مؤكدة أن هذه النماذج "تعكس روح الابتكار والإلهام التي يقوم عليها مستقبل الصحة في شرق المتوسط".