في زمنٍ تزدحم فيه الحياة بضغوط العمل والأسرة والمستقبل، تلجأ كثير من النساء إلى تصفح مواقع التواصل الاجتماعي كمهرب سريع من التوتر، لكن، وسط سيل المقاطع الترفيهية والكوميدية، كشفت دراسة حديثة نشرت على موقع " Web MD" عن نوعٍ مختلف من المحتوى يمكن أن يصنع فارقًا حقيقيًا في حالتكِ النفسية ، وهو الفيديوهات القصيرة الملهمة التي تروي قصص أشخاص تغلبوا على الصعاب ، حيث أثبت باحثون أن مشاهدة مقطع قصير واحد يوميًا لأشخاص حقيقيين يواجهون التحديات بشجاعة يمكن أن يترك أثرًا مهدئًا في النفس يمتد حتى عشرة أيام، وهو تأثير أطول بكثير مما تمنحه المقاطع الكوميدية أو طرق الاسترخاء السريعة.
وأضاف الباحثون أن الفيديوهات التي تبرز قصص الإصرار والتغلب على العقبات تولد شعورًا بالأمل لدى المشاهد، وهو ما يساعد على تهدئة العقل وتنشيط ما يعرف بالجهاز العصبي "الباراسمبثاوي" المسؤول عن الاسترخاء والراحة.
وفسر الباحثون ذلك بأن القصص الملهمة تعيد برمجة الدماغ على الأمل بدلاً من الخوف، وتزيد من إفراز هرمونات السعادة مثل الدوبامين والسيروتونين، كما أنها تساعد على كسر دوامة التفكير الزائد، إذ تجذب الانتباه إلى اللحظة الحالية و تبعد العقل عن القلق بشأن الماضي أو المستقبل، و هذه المشاهدة القصيرة تعمل مثل تمرين ذهني يعزز ما يسمى بالمرونة النفسية ، أي القدرة على مواجهة المواقف الصعبة دون الانهيار.
وبالنسبة للمرأة التي تحمل يوميًا عبء المسؤوليات والضغوط العاطفية والمهنية ، قد يكون هذا الاكتشاف بمثابة روتين عناية نفسية بسيط يمكن دمجه بسهولة في الحياة اليومية، فبدلاً من الغوص في محتوى عشوائي على منصات التواصل الاجتماعي، خصصي لنفسك خمس دقائق فقط يوميًا لمشاهدة فيديو يلهمك ويذكرك بأن القوة ليست غياب الألم، بل القدرة على تجاوزه ، في المرات القادمة التي تشعرين فيها بالتعب أو الانزعاج، لا تبحثي فقط عن الضحك المؤقت ، بل شاهدي قصة تلهمك ، و تمنحك راحة تمتد لأيام.