يوافق اليوم 18 أكتوبر ذكرى ميلاد الفنان القدير أحمد عبد الوارث، أحد الوجوه المميزة في تاريخ الدراما المصرية، الذي امتلك حضورًا طاغيًا وأداءً راقيًا جمع بين البساطة والعمق. وُلد عام 1947، وترك خلفه رصيدًا من الأعمال التي لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور لما تميزت به من صدق وإتقان.
تخرج أحمد عبد الوارث في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان زميلًا لعدد من عمالقة الفن مثل نور الشريف وأحمد زكي، لتبدأ بعدها رحلته الطويلة مع الشاشة التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، قدّم خلالها أدوارًا متنوعة في الدراما والسينما والمسرح، جمع فيها بين الرومانسية والواقعية والدراما الاجتماعية، ما جعله من أبرز الممثلين الذين يجسدون الشخصيات بعمق إنساني لافت.
ارتبط الفنان أحمد عبد الوارث مرتين، كانت الزيجة الأشهر من الفنانة الراحلة سعاد نصر، التي شاركته رحلة حب فنية وإنسانية أثمرت عن طفلين هما طارق وفيروز. ورغم ما جمعهما من مشاعر قوية، انتهت الزيجة بالانفصال، لكن علاقة الود والاحترام بينهما لم تنقطع.
وحينما تعرضت سعاد نصر لأزمة صحية خطيرة ودخلت في غيبوبة استمرت عامًا كاملًا، ظل عبد الوارث بجوارها حتى وفاتها، متأثرًا بشدة بعد رحيلها. وقد عبّر في تصريحات تلفزيونية عن حزنه قائلاً: «عشت مع سعاد 15 سنة، وكانت إنسانة محبة وصادقة، وفنانة نادرة تُذكرني بماري منيب وزينات صدقي».
أما زيجته الثانية فكانت من سيدة من خارج الوسط الفني، وأنجب منها ابنتين، من بينهما ميران التي ورثت عنه حب التمثيل وشاركت في مسلسل كلبش 2. أما ابنه طارق فترك عمله كضابط في البحرية ليتجه إلى الإخراج.
جاء آخر ظهور للفنان أحمد عبد الوارث في احتفالية تكريم الفنانة ليلى طاهر ضمن فعاليات وزارة الثقافة لتكريم رموز الفن، حيث بدا عليه التأثر والامتنان لزملائه وتاريخه الطويل في الوسط الفني.
وفي آخر حواراته، تحدث عن مسيرته قائلاً إن المخرجين حصروا أدواره في البداية في شخصية الشاب الطيب، لكنه قرر الخروج من هذا القالب بتقديم أدوار الشر والدراما المعقدة، ليؤكد موهبته وقدرته على التنوع.