تصادف اليوم ذكرى ميلاد العالم الفرنسي جان دوسيه، أحد أبرز روّاد علم المناعة في القرن العشرين، الذي غيّر فهمنا لجهاز المناعة، وفتح آفاقًا جديدة في زراعة الأعضاء، بفضل اكتشافه لنظام التوافق النسيجي البشري (HLA).
وُلد دوسيه في 19 أكتوبر 1916 بمدينة تولوز الفرنسية، ونشأ في بيئة علمية دفعت به إلى دراسة الطب في باريس، حيث تخرّج وبدأ مسيرته المهنية كطبيب أمراض دم، لكن شغفه بالبحث دفعه إلى التخصص في علم المناعة، وهو الحقل الذي سيخلّد اسمه لاحقًا.
في خمسينيات القرن الماضي، بدأ دوسيه أبحاثه حول التوافق النسيجي، وهي الطريقة التي يتعرّف بها الجسم على الخلايا الغريبة، اكتشف وجود مستضدات خاصة على سطح خلايا الدم البيضاء، تُعرف اليوم باسم مستضدات HLA (Human Leukocyte Antigens)، هذا الاكتشاف كان ثوريًا، لأنه مكّن الأطباء من فهم أسباب رفض الجسم للأعضاء المزروعة، وساهم في تطوير تقنيات زراعة الأعضاء بشكل آمن وفعّال.
حصل على جائزة نوبل في الفسيولوجيا أو الطب عام 1980، مناصفةً مع بارو بنسر وجورج سنيل، تقديرًا لاكتشافاتهم معقد التوافق النسيجي الكبير وتأثيره على علم المناعة.
تزوج دوسيه من روز مايورال عام 1963، وأنجب منها طفلين، هنري وإيرين، وقد قضى سنواته الأخيرة في جزيرة بالما دي مايوركا الإسبانية، حيث توفي في عام 2006 عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد حياة حافلة بالعلم والاكتشافات.