انطلقت بجامعة القاهرة فعاليات الجلسة الأولى بالمؤتمر الدولى للذكاء الاصطناعى بعنوان "استشراف مستقبل الذكاء الاصطناعي في مصر" بمشاركة الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات ومحمد جبران وزير العمل وتدير الجلسة الدكتورة هالة السعيد مستشار رئيس الجمهورية للتنمية الاقتصادية ووزيرة التخطيط سابقا.
وتطرقت الدكتورة هالة السعيد خلال كلمتها، إلى الفرص والتحديات حول الذكاء الاصطناعى وتقنياته، مشيرة إلى امتداد رحلة الذكاء الاصطناعى لعقود وانتشرت بكثرة خلال الفترة الأخيرة العديد من التقنيات التى تستخدم في مختلف المجالات، وأن هذه القفزة عكست قدرة الذكاء الاصطناعى والتحديات التى تصحب الاستخدام.
وأكدت مستشار رئيس الجمهورية للتنمية الاقتصادية، أن مصر قطعت شوطا كبيرا فى ملف الذكاء الاصطناعى بداية من تكوين المجلس الوطنى واطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى، لافتة إلى أن قضية الذكاء الاصطناعى تزداد فيما يشهده العالم من توظيفها فى التنمية المستدامة.
وقال الدكتور خالدعبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، إنه من تعريف التنمية البشرية هو تحسين حياة الافراد وهذا الأمر يتحقق من خلال التعليم والصحة وتوفير حياة كريمة وتوسيع الخيارات أمام الإنسان ليكون لديه المعرفة وهى جزء أساسى من التنمية الاقتصادية وبالتالى يدخل الذكاء الاصطناعى فى كل المجالات.
وأضاف الدكتور خالد عبد الغفار، أن ما نراه فى الذكاء الاصصناعى هو جزء من البيانات الضخمة وتحليل البيانات وأن الذكاء الاصنطاعى أنطلق عام 1950 ثم شهد العديد من الطفرات بعد ذلك خاصة في عام 1997 ثم عام 2010، لافتا إلى ما حدث من تطوير فى الأنظمة الحديثة ليكون لديها قدرة أكبر في التعامل مع الآلات والبيانات المختلفة، وأن مجال الذكاء الاصطناعي أصبح شديد التطور بشكل شبه يومي.
وتابع وزير الصحة، إن الذكاء الاصطناعى يعمل على كل مناحى الحياة بشكل متوازى وأصبحت هذه التكنولوجيا مثل الكهرباء لا يمكن العيش بغيرها، ودخلت بتفاصيل دقيقة لكل إنسان ولكل جهات الدولة ويجب التعامل معه كبنية تحتية لرأس المال البشرى لتحقيق التنمية البشرية.
وأشار إلى أن 25% بواقع مليار نسمة بالعالم سيتعرضون لمشاكل حالة عدم تطوير مهاراتهم فى استخدام الذكاء الاصطناعى وذلك يترتب عليه 30 تريليون مليار خسارة على مستوى العالم حالة عدم تطوير المهارات للعاملين، موضحا أن التأهيل لعصر ال ai أمر مهم لتحسين آداء كل العاملين والذين يعيشون على هذه الأرض.
وذكر عبدالغفار أن الذكاء الاصنطاعى لا يستبدل الإنسان، ويجب أن يكون الإنسان جزءا اساسيا من استخدامات الذكاء الاصطناعى.
من جانبه، قال الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات، إن البنية التحتية المعلوماتية تنقسم لقسمين الأول اتاحة بنية ومنظومة رقمية فاعلة تتيح وتمكن المواطن من التعامل بسلاسة وسرعة مع مختلف موضوعات الذكاء الاصطناعى، وأنه منذ عام 2019 عملنا على هذه البنية والآن ترتيب مصر هو الأسرع على مستوى أفريقيا وثانى أرخص دولة فى سرعة الانترنت، واستثمارات الدولة تبلغ 3.3 مليار دولار خلال السبع سنوات الماضية.
وأضاف الدكتور عمرو طلعت، أن الذكاء الاصطناعي قائم منذ الخمسينات، موضحا أن النسخة الثانية من استراتيجية الذكاء الاصطناعى بدأنا من خلالها التوسع فى قدرات الأنظمة، وأن أولويات الاستراتيجية التى نعمل عليها تتمحور في تطوير البنية التحتية وأنه لا افراط فى فرض قيود على تداول البيانات على نحو يعرقل نمو الشركات ولا تفريط فى حماية البيانات وخصوصية أصحابها.
ونوه وزير الاتصالات، إلى أن مصر لديها مصفوفات من البيانات، وأن مصر لها أكثر من عقدين من الزمان ويتم أتمنة القطاعات وبدأنا فى أتمنة منظومة التأمين الصحى ويمكن استخدامها للجهات البحثية والباحثين لتطوير أبحاثهم فى استخدامات الذكاء الاصطناعى.
وأكد الدكتور عمرو طلعت ان الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى تهدف إلى تشجيع الشركات الناشئة وريادة الأعمال ونعمل على تشجيع 250 شركة للذكاء الاصطناعى خلال السنوات الخمس القادمة، لخلق فرص أمام الجميع فى مجالات استخدام وتبنى الذكاء الاصطناعى استخداما ايجابيا.
بدوره، قال الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى، إن الذكاء الاصطناعى داعم للانسان والطالب ولا بديل عنه للأستاذ الجامعى ولا يحل مكان الإنسان، وأنه لا يمكن الاستغناء عنه في العملية التعليمية وما تتطلبه من وجود للذكاء الاصطناعى فى كل التخصصات، موضحا أن الذكاء الاصطناعى له دور فى دعم منظومة الصحة والنقل والتعليم وكل التخصصات.
وأشار عاشور إلى دور المجلس الأعلى للجامعات حول ضوابط استخدام الذكاء الاصطناعى فى التعليم العالى، لافتا إلى أن الابتكار أحد الأهداف الأساسية فى الدليل الاسترشادى للبرامج التعليمية، ويوضح كيف يتعلم الطالب دمج الابتكار والذكاء الاصطناعى ليتعلم الطالب كيف يبتكر وأنه لدينا دليل استرشادى للذكاء الاصطناعى دون اتخاذ اجراءات تتنافى مع اخلاقيات البحث العلمي.
وتابع وزير التعليم العالى، ندعم الطلاب بالجامعات والباحثين ببرامج حول استخدامات الذكاء الاصطناعى لكيفية ادماج الذكاء الاصطناعى بالبحث العلمى وذلك من خلال بنك المعرفة، ووجود هذا البرنامج ساعد على تقديم المعلومات للباحث وتحقيق جودة للبحث العلمي والتعليم سواء الطلاب أو الباحثين والان استخدام الذكاء الاصطناعى من خلال بناء منظومة ذكية تعليمية لتوظيف الذكاء الاصطناعى لخدمة التعليم والبحث العلمي.
فيما أكد محمد جبران وزير العمل أن سوق العمل يشهد تطورا كبيرا مع تطور التكنولوجيا وعلينا أن نعرف الوظائف المستحدثة أول بأول لتدريب الشباب عليها، مشيراً إلى تشكيل لجنة وطنية مشتركة مع وزارة التعليم العالى والاتصالات والتربية والتعليم لوضع تصور وطنى مطلوب فى المستقبل حول المهارات اللازمة لوظائف المستقبل بعد اندثار بعضها فى سوق العمل وتم استحداث وظائف يتطلبه التطور التكنولوجى.
وتابع وزير العمل، نستهدف بناء كوادر جديدة من خلال التدريب والتأهيل لسوق العمل ونستهدف خطة طويلة للتعليم الفنى والجامعى، وتم تدشين مرصد سوق عمل ونعمل على محور اخر من خلال دراسة مع منطمة العمل الدولية حول اثر الذكاء الاصطناعي على العمل فى مصر واستخلصنا لتنفيذ برامج للتدريب وتم عقد شراكات مع الجامعات والقطاع الخاص لتدريب الشباب بسوق العمل على المهن المطلوبة.