الأحد 19 اكتوبر 2025

تحقيقات

انتهاك فلسطيني أم مسرحية إسرائيلية.. ماذا يحدث في رفح جنوب قطاع غزة؟

  • 19-10-2025 | 12:48

جنود الاحتلال

طباعة
  • محمود غانم

في تصعيدٍ جديدٍ يهدد استدامة اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، شهدت الساعات الماضية توترًا ميدانيًا متبادلًا بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وما زعم أنه مسلحون فلسطينيون، تخللته انفجاراتٌ وغاراتٌ جويةٌ أسفرت عن سقوط ضحايا، وسط مشاوراتٍ إسرائيليةٍ على أعلى المستويات لتقييم الموقف.

حادث أمني

وأفادت القناة الـ14 الإسرائيلية بوقوع انفجارٍ في آليةٍ هندسيةٍ تابعةٍ لجيش الاحتلال في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة، دون الإشارة إلى أسبابه.

وأعقب الحادثَ قصفٌ شنّه سلاحُ الجو الإسرائيلي على رفح، بزعم الرد على خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وفق المصدر ذاته.

وفي غضون ذلك، أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، نقلًا عن مصدرٍ عسكري، بوقوع اشتباكٍ وصفه بـ"الخطير" صباح اليوم في رفح جنوبي قطاع غزة، وأنه ما يزال مستمرًا.

وفي السياق نفسه، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الغارة نُفذت عقب تبادلٍ لإطلاق النار بين جيش الاحتلال وما زعم أنه مسلحون فلسطينيون في المنطقة.

بالتزامن، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بسقوط شهداءَ ومصابين جراء غارةٍ جويةٍ إسرائيليةٍ استهدفت منطقةً شرقي جباليا شمالي قطاع غزة.

من جانبها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجري تقييمًا هاتفيًا للأوضاع مع وزير الأمن يسرائيل كاتس ومسؤولين عسكريين، لبحث طبيعة الرد على خرق اتفاق وقف إطلاق النار.

وباتت الصورة أوضح حين قالت القناة إن الغارة جاءت على رفح في محاولةٍ لحماية مليشيات ياسر أبو شباب.

اتهام حماس 

ولم تصدر كتائبُ عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، حتى الآن أيَّ تعليقٍ على الحادث، كما التزمت بقية الفصائل الفلسطينية الصمت، وسط تزايد المخاوف من أن يكون الهجوم مفتعلًا من قِبل الجيش الإسرائيلي، لاستخدامه ذريعةً لاستئناف الحرب بعد اتفاق وقف إطلاق النار.

ورغم هذا الصمت، زعمت القناة الـ12 الإسرائيلية أن "حماس" أطلقت صاروخًا مضادًا للدبابات على قوات جيش الاحتلال في رفح، في حين أكدت وكالة "رويترز" للأنباء، نقلًا عن مسؤول عسكري إسرائيلي، أن "حماس" نفذت هجماتٍ خارج الخط الأصفر (يشير إلى منطقة انسحاب القوات الإسرائيلية).

وبحسب القناة، فإن الحادث وقع بعد ساعاتٍ قليلةٍ من بدء الجيش بوضع كتلٍ خرسانيةٍ لترسيم الخط الأصفر ومهاجمته هدفًا شمال قطاع غزة.

ووفقًا لما أورده الإعلام العبري، فإن الحادث في رفح أسفر عن مقتل جنديٍّ وإصابة اثنين بجروحٍ خطيرة.

وخرقت إسرائيل اتفاقَ وقف إطلاق النار منذ سريانه الجمعةَ قبل الماضية، 47 مرة، ما أسفر عن استشهاد 38 فلسطينيًا، فضلًا عن إصابة 143 آخرين، إلى جانب اعتقال عددٍ من المدنيين، وفق ما وثقه مكتبُ الإعلام الحكومي في غزة.

وفي التاسع من أكتوبر 2025، أُعلن عن التوصل إلى اتفاقٍ جديدٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بدأ سريانه في اليوم التالي، وذلك خلال مفاوضاتٍ غير مباشرةٍ بين إسرائيل وفصائل فلسطينيةٍ تقودها حركة "حماس"، استضافتها مدينةُ شرم الشيخ المصرية، في إطار الخطة التي طرحها الرئيسُ الأمريكي دونالد ترامب.

ويُعدّ هذا الاتفاق الثالثَ من نوعه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع، إذ تمّ التوصل إلى الاتفاق الأول في نهاية نوفمبر 2023 واستمر سبعةَ أيام، تلاه اتفاقٌ ثانٍ في يناير 2025 دام نحو 58 يومًا، قبل أن ينهار كلاهما بسبب التعنّت الإسرائيلي.

وأوقف هذا الاتفاقُ حربَ الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لعامين ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، حيث أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 238 ألف شخص، فضلًا عن دمارٍ هائلٍ لحق بالمنازل السكنية والبنى التحتية، ومجاعةٍ أودت بحياة مئات الأشخاص.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة