الإثنين 20 اكتوبر 2025

تحقيقات

قطاع غزة يسترجع الهدوء عقب تصعيد إسرائيلي

  • 20-10-2025 | 10:50

قطاع غزة

طباعة
  • محمود غانم

شهد قطاع غزة، أمس الأحد، تصعيدًا إسرائيليًا خطيرًا مع تجاهلٍ تامٍّ لاتفاق وقف إطلاق النار الساري، حيث أسفرت غارات إسرائيلية عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين جراء غاراتٍ طالت أرجاء متفرقة من القطاع.

وبحسب إعلام عبري، فقد بدأ هذا التصعيد حين تدخلت قوات جيش الاحتلال لإنقاذ ميليشيات ياسر أبو شباب في رفح جنوب قطاع غزة، المدعومة إسرائيليًا، أثناء ملاحقتها من مسلحي حركة حماس الذين أوقعوا في صفوف القوات الإسرائيلية قتلى وجرحى.

غير أن كتائب عز الدين القسام، وهي الجناح العسكري لحركة حماس، نفت صحة ذلك، مؤكدة التزامها باتفاق وقف النار في غزة، وأن لا علم لها بأي اشتباكات تجري برفح.

وأشارت القسام إلى أن رفح ضمن المناطق الحمراء التي ما تزال تقع تحت سيطرة الاحتلال، لافتةً إلى أن الاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعاتها هناك منذ عودة الحرب في مارس من العام الجاري، ولا معلومات لديها عمّا إذا كانوا قد استشهدوا أم ما زالوا على قيد الحياة منذ ذلك التاريخ.

جاء ذلك أثناء شنّ جيش الاحتلال غاراتٍ مكثفة طالت أنحاء متفرقة من القطاع، لا سيما الجزء الجنوبي، بزعم أن حماس انتهكت الاتفاق.

ورفعت هذه الغارات عددَ انتهاكات جيش الاحتلال منذ سريان الاتفاق الجمعة قبل الماضية إلى 80 خرقًا موثقًا من قبل مكتب الإعلام الحكومي بغزة، مشيرًا إلى أنها أسفرت عن استشهاد 97 فلسطينيًا، فيما أُصيب 230 آخرون.

عودة إلى الاتفاق

ومساء الأحد، أعلن جيش الاحتلال إعادةَ تطبيق وقف إطلاق النار، وفقًا لتوجيهات المستوى السياسي، وبعد سلسلةٍ من الهجمات الكبيرة.

ومن جانبها، أكد إعلام عبري، نقلًا عن مصادر، أن تل أبيب تراجعت عن قرار عدم إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حتى إشعارٍ آخر، وذلك بعد ضغوطٍ أمريكية.

وفي سياقٍ متصل، أفاد إعلام مصري بتحرّك شاحنات المساعدات الإنسانية من مصر إلى معبري العوجة وكرم أبو سالم تمهيدًا لدخولها قطاع غزة.

جاء ذلك بعد تصريحاتٍ أكد فيها مسؤولٌ إسرائيلي أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمر بوقف المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وبدوره، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن وقف إطلاق النار في غزة ما يزال ساريًا، مؤكدًا أن قيادة حماس ليست متورطة في أي انتهاكاتٍ لوقف إطلاق النار، واتهم ما سماهم "بعض المجموعات المتمرّدة داخل حماس".

وأعرب الرئيس الأمريكي عن أمله في استمرار وقف إطلاق النار بغزة، مؤكدًا رغبته في ضمان استمرار السلام مع حماس.

وفي التاسع من أكتوبر 2025، أُعلن عن التوصل إلى اتفاقٍ جديدٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بدأ سريانه في اليوم التالي، وذلك خلال مفاوضاتٍ غير مباشرة بين إسرائيل وفصائل فلسطينيةٍ تقودها حركة "حماس"، استضافتها مدينةُ شرم الشيخ المصرية، في إطار الخطة التي طرحها الرئيسُ الأمريكي دونالد ترامب.

ويُعدّ هذا الاتفاق الثالث من نوعه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع، إذ تمّ التوصل إلى الاتفاق الأول في نهاية نوفمبر 2023 واستمر سبعة أيام، تلاه اتفاقٌ ثانٍ في يناير 2025 دام نحو 58 يومًا، قبل أن ينهار كلاهما بسبب التعنّت الإسرائيلي.

وأوقف هذا الاتفاق حربَ الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لعامين ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، حيث أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 238 ألف شخص، فضلًا عن دمارٍ هائلٍ لحق بالمنازل السكنية والبنى التحتية، ومجاعةٍ أودت بحياة مئات الأشخاص.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة