الإثنين 20 اكتوبر 2025

عرب وعالم

التلجراف البريطانية: أوروبا خارج غرفة القرار.. القارة العجوز تتابع حرب أوكرانيا من المقعد الخلفي

  • 20-10-2025 | 18:26

الحرب الروسية الأوكرانية

طباعة
  • دار الهلال

ذكرت صحيفة "التلجراف" البريطانية أنه على الرغم من أن الحرب الدائرة في أوكرانيا تُعد حربًا في فناء أوروبا الخلفي، فإن القارة تبدو وكأنها تجلس في المقعد الخلفي، تتابع بينما تُتخذ القرارات الحاسمة في أماكن أخرى.


وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته، اليوم الاثنين أنه قبل شهرين فقط، سارع عدد من القادة الأوروبيين، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرز، إلى واشنطن لمرافقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في محاولة لإظهار وحدة الموقف الأوروبي وقوته.


وأضافت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدا حينها مضيفًا كريمًا، إلا أن دفء العلاقات لم يدم طويلًا. فمع عودة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دائرة التأثير على نظيره الأمريكي، وجدت أوروبا نفسها في حالة من الارتباك السياسي.


وفي خطوة أثارت قلق العواصم الأوروبية، هاجم الرئيس الأمريكي نظيره الأوكراني يوم الجمعة الماضي، مطالبًا إياه بإنهاء الحرب عبر قبول شروط موسكو التي وصفها الأوروبيون بأنها «غير مقبولة». ورفض زيلينسكي تسليم منطقة دونيتسك بالكامل إلى روسيا، مؤكدًا أن ذلك خط أحمر لا يمكن تجاوزه، غير أن الخطاب الأمريكي الأخير بدأ يصور كييف على أنها العقبة أمام تحقيق السلام.


وأفادت الصحيفة البريطانية بأن القادة الأوروبيين بذلوا جهودًا دبلوماسية مكثفة لإصلاح ما أفسدته المواجهة الشهيرة في المكتب البيضاوي بين زيلينسكي وترامب والسيناتور جي دي فانس في فبراير الماضي، وسط آمال حذرة بأنهم تمكنوا من إقناع الرئيس الأمريكي بوجهة نظرهم.


وقد أعطت المحادثات التي جرت بين ترامب وزيلينسكي على هامش جنازة البابا بارقة أمل، وبدت كأنها نقطة تحول. ولكن تلك الآمال لم تدم طويلًا؛ إذ بدأت الشكوك تتسلل مجددًا بعد اتصال هاتفي بين ترامب وبوتين الأسبوع الماضي. فقد اختار ترامب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، المعروف بقربه من الكرملين ومعارضته للعقوبات الغربية على روسيا، ليكون مضيفًا لقمة "السلام" المقبلة التي تجمعه ببوتين. كما أبلغ زيلينسكي بأنه لن يزوّد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى.


وتشير تحليلات إلى أن التحالف الأوروبي – البريطاني بقيادة لندن وباريس يسعى الآن إلى إعداد أرضية سياسية لأي اتفاق سلام محتمل، ولو كان بعيد المنال، في محاولة لتهدئة ترامب وإقناعه بأن موسكو تسعى فقط إلى كسب الوقت.


ومن المقرر أن يشارك زيلينسكي في قمة المجلس الأوروبي ببروكسل هذا الأسبوع لطلب مزيد من الدعم، في أعقاب اجتماع واشنطن المخيّب للآمال. كما يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج يوم الإثنين لبحث خطة مصادرة الأصول الروسية المجمّدة واستخدامها لدعم أوكرانيا.


ورغم إعلان قادة ألمانيا وبولندا وفنلندا والمملكة المتحدة دعمهم لزيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن واقع الحال يضع أوروبا في موقع «السائق المساعد» الذي لا يملك سوى محاولة تصحيح المسار دون أن يغيّر الاتجاه.

 

الاكثر قراءة