أعلنت فرنسا عن تنظيم مؤتمر في باريس في 30 أكتوبر الجاري لدعم السلام والازدهار في منطقة البحيرات العظمى.
وذكر راديو "فرنسا الدولي" أمس الأربعاء أن هذا الحدث يعقد بالتنسيق الوثيق مع توجو، وسيط الاتحاد الأفريقي في منطقة البحيرات العظمى حيث يهدف المؤتمر بشكل رئيسي إلى حشد المجتمع الدولي للاستجابة لحالة الطوارئ الإنسانية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة.
وفي عام 2025، ومع انخفاض التمويل الإنساني الأمريكي، اضطرت العديد من برامج المساعدة إلى إعادة النظر في خططها أو حتى تعليقها. ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا)، لم تمول الاحتياجات إلا بنسبة 16% فقط حتى 15 أكتوبر من هذا العام. وهذا يعني أن قيمة المساعدات الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية تبلغ حاليا 458 مليون دولار، وهو أدنى مبلغ مسجل منذ 10 سنوات.
ولم يكن هذا المبلغ منخفضا إلى هذا الحد منذ عام 2016. ولكن في ذلك الوقت، كانت الاحتياجات المقدرة 689 مليون دولار أميركي فقط، مقارنة بـ 5ر2 مليار دولار أمريكي اليوم.
ويعد الاتحاد الأوروبي هو المانح الرئيسي لعام 2025، بمساعدات قدرها 131 مليون دولار، أما الولايات المتحدة، فهي ثاني أكبر مانح، بما يقل قليلا عن 65 مليون دولار.
وقد انخفض هذا الرقم خمسة عشر ضعفا في عام واحد، في حين كانت الولايات المتحدة في السابق المساهم الرئيسي في المساعدات الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بما يقارب مليار دولار سنويا.
وتعاني جميع البرامج حاليا من نقص التمويل. ولم يتلق عنصر الأمن الغذائي سوى 65 مليون دولار من أصل أكثر من مليار دولار مطلوبة، و7 ملايين دولار للتعليم، مقارنة بـ 66 مليون دولار المطلوبة، و42 مليون دولار لبرامج الصحة، من أصل 200 مليون دولار المتوقعة.
وعلى أرض الواقع، فإن عواقب هذا النقص في التمويل وخيمة بالفعل، في دولة لا تزال تضم ما يقرب من ستة ملايين نازح، ويعاني 27 مليون شخص فيه من انعدام الأمن الغذائي.
يذكر أن "البحيرات العظمى" تشير إلى مجموعتين من البحيرات: البحيرات العظمى في أمريكا الشمالية (في الولايات المتحدة وكندا) والبحيرات العظمى الأفريقية (في دول شرق وجنوب وسط أفريقيا). وتقع البحيرات العظمى في أمريكا الشمالية على الحدود بين الولايات المتحدة وكندا، وتشمل بحيرات "سوبيريور" و"هورون" و"ميشيجان" و"إيري" و"أونتاريو". أما البحيرات العظمى الأفريقية فتشمل بحيرات مثل "فيكتوريا" و"تنجانيقا" و"ملاوي"، وتمتد عبر دول مثل الكونغو الديمقراطية وأوغندا وكينيا وتنزانيا وغيرها.