الجمعة 24 اكتوبر 2025

ثقافة

«شجرة الحياة» للمؤلف كرم نبيه في ندوة بمعرض الأقصر الرابع للكتاب

  • 23-10-2025 | 22:51

معرض الأقصر الرابع للكتاب

طباعة
  • همت مصطفى

ضمن فعاليات معرض الأقصر الرابع للكتاب الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، احتضنت مكتبة مصر العامة بالأقصر ندوة لمناقشة المسرحية «شجرة الحياة» ، بحضور الكاتب كرم نبيه، والناقدين الدكتورة أسماء خليل والناقد بكري عبد الحميد، وأدار الندوة الكاتب والشاعر سيد صدقي، وذلك ضمن محور «جسور الإبداع»

 سيد صدقي : عنوان المسرحية يحمل أحد أكثر الرموز عمقًا وخلودًا في التراث الإنساني

وفي مستهل الندوة، أشار سيد صدقي إلى أن عنوان المسرحية يحمل أحد أكثر الرموز عمقًا وخلودًا في التراث الإنساني، إذ تمثل «شجرة الحياة» رمزًا كونيًا يجسد العِلاقة بين السماء والأرض، والحكمة والنمو والخلود. وأوضح أن هذا الرمز تكرر ظهوره في ثقافات وأديان وأساطير عديدة، محتفظًا بجوهره الدائم الذي يعبر عن السعي الإنساني نحو المعرفة والاتصال بالمطلق.

ثم قدمت الدكتورة أسماء خليل رؤيتها النقدية للمسرحية، معتبرةً أنها عملٌ درامي يقدم منظورًا صوفيًا وإنسانيًا في آن واحد، يتجاوز حدود التصوف إلى التأمل في معنى الوجود ذاته. 

 البناء الدرامي للمسرحية بموز فلسفية ودلالات روحية

وأشارت إلى البناء الدرامي للمسرحية، وما يتضمنه من رموز فلسفية ودلالات روحية، منها رمزية الناي كفرع قُطع من أصله فيبحث عن عودته إليه، بما يجسد الحنين الأبدي للإنسان نحو جذره الأول، ورمزية الببغاء بوصفه تجسيدًا للحرية الروحية، إلى جانب حجر الفلاسفة الذي يعبر عن الحكمة والخلود، وارتباط العشق بالخدمة كقيمة صوفية عميقة.

المسرحية تحمل صراعًا داخليًا وجوديًا يتجلى في رحلة الأمير

وأكدت «خليل« أن المسرحية تحمل صراعًا داخليًا وجوديًا يتجلى في رحلة الأمير الباحث عن «شجرة الحياة»، وهي في جوهرها رحلة الإنسان نحو ذاته، وتحرره من الأنا المادية إلى الوجود الروحي المطمئن، ورأت أن شخصية الحكيم في النص تمثل المرشد الروحي الذي يقود البطل إلى اكتشاف المعنى الحقيقي للحياة، ومن ثمّ فإن المسرحية ليست دعوة للرهبنة بقدر ما هي دعوة للتأمل في الذات والسمو فوق المادي إلى الروحي.

أما الناقد بكري عبد الحميد فقد تناول العرض المسرحي من منظور فني وإخراجي، مشيرًا إلى تشابك الأحداث وتناميها الدرامي، ومغامرة الكاتب في استلهام إحدى قصص المثنوي لجلال الدين الرومي، بما يعمّق السؤال الفلسفي الذي يطرحه النص: «ما جدوى الحياة إن لم نعرف معناها؟» وأوضح أن إدراج هذا الموروث الصوفي داخل البناء المسرحي أضفى عليه بعدًا فكريًا وروحيًا ثريًا.

كما أشاد عبد الحميد بتوظيف الإضاءة الخافتة في المشاهد التي يتجرد فيها الأمير من متعلّقاته، معتبرًا أنها أعادت المتلقي إلى جوهر الفكرة التي يقوم عليها النص، وهي أن الموت ليس نهاية، بل بداية وراحة وخلود، وهو عين الحكمة ومعرفة الحياة. 

وأكد أن الإضاءة والموسيقى والرقصات الصوفية أسهمت في تحقيق توازن بصري وروحي داخل العرض، رغم بعض الملاحظات على اختيار بعض الممثلين الذين لم يجسدوا الشخصيات بدقة كافية، ومع ذلك، رأى أن العرض حقق رؤية الكاتب بوعي وإتقان.

وفي ختام الندوة، تحدث الكاتب كرم نبيه عن التحديات التي واجهته أثناء إعداد المسرحية للعرض، أبرزها الحاجة إلى عدد كبير من الممثلين المتمكنين من اللغة العربية الفصحى، إضافة إلى متطلبات فنية دقيقة مثل الموسيقى والرقصات التي تخدم روح النص. 

وأعرب عن تقديره لدعم فرع ثقافة الأقصر والفرقة القومية المسرحية في تنفيذ هذا العمل والمشاركة به في المهرجان الختامي لمسرح الأقاليم 2024.

وجاءت الندوة لتؤكد ثراء التجربة المسرحية لشجرة الحياة، وعمق رؤيتها الفلسفية والرمزية، ولتبرز في الوقت ذاته أهمية التكامل بين النص والإخراج والنقد في صياغة عمل فني متكامل ينهل من التراث الإنساني والصوفي ليقدم رؤية معاصرة للحياة والمعرفة والخلود.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة