من أسوان إلى كيجالي يمتد جسر إنساني يربط مصر برواندا، حاملاً رسالة عطاء وأمل تتجسد في مركز الدكتور مجدي يعقوب رواندا- مصر للقلب الذي يعد امتداداً لرحلة العلم والإنسانية التي انطلقت من صعيد مصر لتصل إلى قلب القارة الإفريقية، مجسدًا عمق الشراكة بين البلدين، وتجديد التزام مصر في عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم أشقائها الأفارقة في مجالات الصحة والتنمية.
ويندرج المركز - المقرر افتتاحه منتصف العام المقبل- في إطار التأكيد على البعدين الإنساني والتنموي في العمل الدبلوماسي وما يشكله من ركيزة أساسية في سياسة مصر الخارجية، ليصبح مركزاً إقليمياً لتقديم الخدمات والرعاية الصحية للأشقاء الأفارقة.
ويعد المركز الذي شهد تدشين مرحلته الأولى في أغسطس 2024 الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة والمصريين بالخارج، والدكتور مجدي يعقوب، صرحاً طبيا رائداً على غرار مركز مجدي يعقوب في أسوان، ويهدف إلى تقديم خدمات طبية متخصصة في جراحات القلب وفق أحدث المعايير العالمية، وبالمجان لجميع المرضى.
كما يمثل نموذجاً رائداً للدبلوماسية الإنسانية التي تسعى مصر من خلالها تعزيز الروابط مع أشقائها الأفارقة والدول النامية فى انعكاس للتضامن المشترك.. ويعد مشروع التعاون القائم بين الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية مع مؤسسة الدكتور مجدي يعقوب المشروع التنموي الأبرز في إطار الدبلوماسية الطبية للوكالة في إفريقيا.
ويعكس المشروع الطبي الإنساني حرص مصر على نقل خبراتها إلى أشقائها الأفارقة، وترسيخ نموذج تنموي قائم على الشراكة والتكامل في خدمة الإنسان الإفريقي، انطلاقًا من رؤية مصر التى تعتبر أن التنمية والصحة والتعليم هي جسور حقيقية للتواصل بين الشعوب، وأقوى أدوات تحقيق الاستقرار والنماء في القارة السمراء.
ومنذ تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في 2014، وضعت مصر تعميق التعاون الإفريقي في صدارة أولويات سياستها الخارجية، من خلال الانخراط الفاعل في قضايا القارة، وتوسيع آفاق العمل المشترك، وتفعيل قواها الناعمة في المجالات الإنسانية والتنموية، بما يرسخ حضورها كركيزة أساسية في نهضة إفريقيا.
وفي هذا الإطار، تواصل الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية جهودها لدعم الدول الإفريقية في مختلف المجالات، عبر برامج بناء القدرات، والدورات التدريبية، وإرسال القوافل الطبية والمساعدات الإنسانية، تأكيداً على الدور المصري المتجذر في مساندة الأشقاء الأفارقة، وبناء مستقبل قائم على التعاون والازدهار المشترك.