السبت 1 نوفمبر 2025

تحقيقات

فرار الآلاف واستهداف المدنيين.. جرائم الدعم السريع تستمر في الفاشر ومصر تدعو لهدنة إنسانية شاملة

  • 29-10-2025 | 13:33

الفاشر

طباعة

تشهد مدينة الفاشر في شمال إقليم دارفور بالسودان، استمرار المجازر والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الدعم السريع، بحق المدنيين هناك، بعد إعلانها السيطرة على المدينة، قبل أيام، ما أدى إلى نزوج الآلاف من المواطنين من المدينة، فضلا عن عمليات استهداف للمدنيين هناك في جرائم مستمرة.

 

فرار المواطنين من الفاشر

ووفقا لتقديرات أممية، تسبب التصعيد العسكري في الفاشر في مقتل ما لا يقل عن 1350 مدنياً في المدينة، بعد حصار دام لأكثر من ثمانية عشر شهراً، حيث أكد المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، إدانة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بشدة التقارير الواردة عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان في الفاشر، بما في ذلك الهجمات العشوائية، واستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والهجمات بدوافع عرقية".

ووفقا للمتحدث الأممي، وثق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حوالي 1850 حالة وفاة بين المدنيين في شمال دارفور، ويُقدر أن 1350 حالة منها وقعت في الفاشر، مؤكدا أن هذا العدد يُرجّح أن يكون "أقل من العدد الحقيقي للوفيات المرتبطة بالنزاع" بسبب انقطاع الاتصالات وصعوبات الوصول.

وأفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن العائلات، وخاصة الأطفال، تصل "مُصابة بسوء التغذية والمرض والصدمات النفسية بعد رحلة محفوفة بالمخاطر إلى بر الأمان".

وجدد الأمين العام مطالبته بإنهاء الحصار فورًا للسماح "بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق".

ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، أدى القتال في ولاية شمال كردفان إلى نزوح ما يقرب من 2500 شخص من بلدة بارا خلال عطلة نهاية الأسبوع، وما يصل إلى 1000 آخرين من قرية زريبة الاثنين الماضي.

وأفادت المنظمة بنزوح أكثر من 33 ألف شخص من الفاشر خلال ثلاثة أيام فقط، منذ أن شنت قوات الدعم السريع هجومها الشامل على المدينة، وسط تقارير عن إعدامات ممنهجة للجرحى وفظائع واسعة النطاق ضد المدنيين في عاصمة شمال دارفور، مع توقعات استمرار انعدام الأمن وتسارع وتيرة النزوح، حيث فرّ معظم النازحين إلى المناطق الريفية داخل محلية الفاشر، بينما وصل آخرون إلى طويلة ومليط وكبكابية غرب المدينة.

وأفادت لجنة تنسيق مقاومة الفاشر بأن "جميع الجرحى والمصابين داخل مستشفى الولادة السعودي أُعدموا جماعيًا على يد ميليشيات الجنجويد بطرق مروعة"، مؤكدة أنهم "بين الحياة والموت".

وصوّرت اللجنة مشهدًا "اختفت فيه الرحمة قبل أن يصل إليهم الدواء، وساد صمت مرعب المستشفيات".

 

الإدانة الدولية

وأدانت جامعة الدول العربية "الجرائم الفظيعة" المرتكبة ضد المدنيين، ودعت إلى محاكمة المسؤولين عنها، وحثت على وقف فوري لإطلاق النار.

فيما أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، أول أمس الاثنين، انسحاب قوات الجيش من المدينة لمنع المزيد من "التدمير والقتل الممنهج" للمدنيين.

ودعت الأمم المتحدة والمنظمات الطبية إلى حماية المدنيين وتوفير ممر آمن لهم من منطقة النزاع.

 

مصر تدعو لهدنة فورية

استقبل د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج السفير محي الدين سالم وزير خارجية جمهورية السودان الشقيقة، اليوم الأربعاء، حيث بحث الوزيران آخر المستجدات على الساحة السودانية، ولاسيما الأوضاع في مدينة الفاشر وما تشهده من تطورات إنسانية وأمنية.

وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن الوزير عبد العاطى أكد على دعم مصر الكامل للشعب السوداني الشقيق، والتزامها بمواصلة جهودها الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام في السودان، مشيراً إلى انخراط مصر بفاعلية في المسارات الساعية إلى وقف إطلاق النار وإقرار هدنة إنسانية شاملة تتيح نفاذ المساعدات الإنسانية وتخفيف معاناة المدنيين.

كما شدد الوزير عبد العاطي على تمسك مصر بوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية، مؤكداً أن أمن السودان واستقراره يعدان جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة.

واستعرض الوزيران أوجه التعاون بين الجانبين في المجالات التجارية والاستثمارية وإصلاح وإعادة تأهيل البنية التحتية، حيث أكد الوزير عبد العاطي على استعداد مصر لتوسيع التعاون في قطاعات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم دعماً لاحتياجات الشعب السوداني الشقيق.

وتناول اللقاء ملف الأمن المائي، حيث تم التأكيد على وحدة موقف البلدين كدولتي مصب لنهر النيل، والتشديد على ضرورة الالتزام الكامل بالقانون الدولي في حوض النيل الشرقي، والرفض التام للإجراءات الأحادية في نهر النيل.

واختتم اللقاء بالتأكيد على حرص الجانبين على مواصلة التنسيق والتشاور الوثيق، بما يعزز أواصر الأخوة التاريخية بين مصر والسودان ويدعم تطلعات الشعبين نحو الأمن والتنمية والاستقرار.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة