الخميس 16 مايو 2024

تدهور مصحات علاج الإدمان الحكومية والمحليات تعرقل التصاريح

20-1-2017 | 18:58

لا تزال جهود مكافحة الإدمان فى مصر تتواصل، فى وقت تسعى فيه أجهزة الدولة، للسيطرة على نسبة المدمنين والوصول بها إلى أقل من مستوى ممكن. "بوابة الهلال" تكشف في السطور التالية عن محاولات جادة للحد من العراقيل التي تواجه المصحات ومراكز العلاج الخاصة على مستوى المحافظات.

فبحسب المصحات النفسية، فإن برامج مكافحة الإدمان تعتمد على تعريف وفهم الإدمان واضراره، بأنه الإعتياد على تعاطى نوع معين من أنواع المخدرات لفترة زمنية معينه تختلف بإختلاف المخدر وتتسبب فى إنسياق المتعاطى فى تيار الادمان.

ويهدف علاج إدمان المخدرات للوصول إلى أكبر نسبة شفاء، ومساعدة المدمن فى التخلص من الإدمان وأضراره التى يسببها للمتعاطى سواء كانت أضرارا صحية جسدية أو نفسية.

ويتسبب الإدمان فى أمراض القلب، والرئة، والمخ وأمراض الكبد وغيرها، كما يتسبب الإدمان فى العديد من الأمراض النفسيه مثل الفصام الاكتئاب، والهوس والخوف والقلق، وغيرها الكثير من الأمراض النفسية.

 

30 ألف جنية تكلفة العلاج فى المصحات الخاصة

أحد العاملين بالمصحات الخاصة لعلاج الإدمان، فضل عدم ذكر أسمه قال لـ" الهلال اليوم"، إن تكلفة علاج الإدمان فى المصحات الخاصة عالية جداً، لكنها أفضل بكثير من المستشفيات الحكومية، خصوصا فيما يتعلق برعاية المريض. ويوضح أن تكلفة علاج الفرد من الإدمان يومياً فى المصحات الخاصة تتراوح ما بين 200 إلى 250 جنيه لمدة 7 أيام تسمى فترة "أعراض أنسحاب" وهى تهدف إلى سحب المخدر من جسم المريض.

وأضاف، أنه بعد إنتهاء هذه الفترة ينتقل المريض إلى مرحلة جديدة تسمى مرحلة "التأهيل النفسى والسلوكي"، وفيها يكون المريض تحت رعاية الطبيب. وأطباء نفسيين ومتخصصين فى علاج الإدمان، وتهدف هذه المرحلة إلى تأهيل المريض لعدم الرجوع مرةً أخرى إلى الإدمان.

وفى هذه المرحلة، "يجلس الأطباء المعالجين مع المريض فى جلسات فردية وجماعية، ويكون الريض فيها تحت رعاية مباشرة ومستمرة، بالإضافة إلى دكتور تغذية خاصة بالإشراف على وجبات المريض أثناء فترة تلقيه العلاج. إضافة إلى برنامج ترفيهى رياضى بمختلف أنواعه وتكون مدة البرنامج من 4 إلى 6 أشهر وهى مدة تجعله ينتهى تماماً من تعاطى المخدرات، وتبدأ الإقامة فى المصحات الخاصة بعد الإنتهاء من مرحلة " أعراض الإنسحاب".

وعن تكلفة العلاج فى هذه المرحلة، قال:"تبدأ تكلفة هذه المرحلة للشهر الواحد مابين إقامة كامة شاملة المبيت والمأكل والمشرب والأطباء والاخصائيين والبرامج الترفهية بــ 5 آلالاف جنيه، وتختلف التكلفة بحسب الإقامة حيث يوجد غرف لإقامة فرد وأخرى لفردين وغرفة لـ4 أفراد".

المصدر نفسه، قال: إن المصحات التى تعالج بتكلفة أقل تكون رعايتها للمريض غير جيدة خاصة فى الأطباء وفى رعاية المريض وقت تلقيه العلاج. إضافة إلى ضعف خدمة الإشراف على المريض مشيرا إلى أن بعضهم يستغل المصحات بهدف التجارة وليس علاج الإدمان، حيث تعتمد رعاية المريض فقط على حضور الطبيب المعالج، دون وجود مشرفيين وأخصائيين أو برامج ترفهية تتعلق بمرحلة التأهيل النفسي.

وعن مصحات علاج الإدمان فى المستشفيات الحكومية قال:"هناك بعض الاطباء فى المستشفيات الحكومية يؤدون خدمة جيدة ، لكن للأسف الرعاية والعناية ضعيفة جداً وخارج نطاق الخدمة، بالإضافة إلى عجز السرائر داخل المصحات الحكومية، وحتى لوجد مكان للمريض يحاولون علاجه بأقصى سرعة نتيجة للزيادة الطلب على علاج الإدمان.

وتابع المصدر: هناك نقص الرعاية والعناية داخل هذه المصحات، خاصةً أن المراكز الحكومية لن تستوعب أعداد المتقدمين للعلاج من الإدمان، إضافة إلى قلة عدد الأطباء المتخصصين مقارنة بعدد الراغبين فى العلاج.

مديريات الصحة وتراخيض المصحات

بحسب مصادر مختلفة، فإن ثلاث جهات هى المسئولة عن تراخيص المصحات النفسية لعلاج الإدمان، أولها، النقابة العامة للأطباء، والمجلس القومى للصحة النفسية، إضافة إلى المحليات فى المحافظات.

الإحصائيات الرسمية وما أقر به مسئولون معنيون بمواجهة الإدمان تؤكد أن عدد المدمنين فى مصر وصل إلى أكثر من مليون ونصف المليون مدمن، فى وقت لا تملك الدولة أكثر من 1000 سرير، موزعة على عدد من المستشفيات منها مستشفى الصحة النفسية بالعباسية، ومستشفى حلوان، ومستشفى أسيوط، والقصر العيني، ومستشفى المطار، ومستشفى بنها للصحة النفسية.

وفى السياق، فإن نقابة الأطباء تضع شروطا لمعايير التراخيص، وهى متماثلة مع شروط ومعايير المجلس القومى للصحة النفسية، لكن فى ذات الوقت أصحاب المصحات الخاصة، يواجهون عراقيل ومعوقات تضعها مديريات الصحة لإستخراج التصاريح، وتراخيص المصحات النفسية.

مصادر بوزارة الصحة، أكدت لـ"الهلال اليوم" أن أصحاب المصحات الخاصة عقدوا اجتماعات عديدة، مع مديرى المستشفيات الحكومية المتخصصة فى علاج الإدمان، وصندوق مكافحة الإدمان ومساعد وزير الداخلية لمباحث المخدرات، بهدف حل مشكلة العراقيل التى تضعها مديريات الصحة لإستخراج تراخيص المصحات، لكن لم يصلوا إلى حل يزيل هذه العراقيل حتى الآن.

العلاج بالمجان.. و2 مليون جنيه لدعم المستشفيات

الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أكد لـ"الهلال اليوم" أن هناك أماكن جيدة جداً تقوم على رعاية المرضى، والصندوق يتعامل مع مصحات تقدم خدمات جيدة للمرضى، وعلى أعلى مستوى، وأوضح، لدينا مستشقى المعادى تقدم نتائج أكثر من رائعة، بالإضافة إلى مستشفى الدمرداش، والقصر العيني، ومستشفى المطار، والصحة النفسية فى العباسية، واشار إلى انه يهدف إلى تغطية الأماكن المحرومة من مراكز علاج الإدمان، مؤكدا أن "صندوق مكافحة وعلاج الإدمان متواجد أيضا فى 11 محافظة، ويسعى الصندوق خلال الفترة القادمة لتغطية المحافظات المتبقية".

وأضاف عثمان لـ"الهلال اليوم"، الصندوق كل فترة يفتتح مركزا جديدا لعلاج الإدمان، كما وقعنا برتوكول مع كلية الطب بجامعة جنوب الوادي، لإفتتاح مراكز جديدة لعلاج الإدمان، وخلال شهر سيتم افتتاح مقر جديد فى مدينة المنصورة بالتعاون مع كلية الطب جامعة المنصورة.

وحول عدم كفاية الأسرة للمترددين على المصحات الحكومية أشار إلى أن هذا الكلام غير دقيق، والعالم كله يتجه إلى ما يسمى بـ"بالعيادات الخارجية"، لأنها تستوعب أعدادا ضخمة، والـ82 ألف الذين ترددوا على الصندوق جميعهم ليسو بحاجه إلى الحجز داخل المصحات، وهناك عيادات على أعلى مستوى تتم من خلال العيادات الخارجية، لكن الأهم بالنسب لنا هى عملية المتابعة والتأهيل والدمج المجتمعي.

وأوضح عثمان، أن الصندوق قدم مبادرات لتأهيل المتعافين تأهيل مهنى عن طريق ورش العمل والدورات التدريبية، والتى تقوم بتدريب المتعافيين على عدد من الحرف منها إصلاح التليفونات، والتبريد والتكيف والكهرباء والنقاشة، وجميع هذه الحرف تجعل المتعافى يضمن عمل تساعده على المعيشة، وكذلك تساعده على المد المجتمعي.

وأضاف، الصندوق يوفر دعم للمشروعات الصغيرة للمتعافين عن طريق تسهيل قروض لهم من خلال بنك ناصر الإجتماعي، وكل هذه البرامج مهمة والصندوق يعمل عليها بشكل جاد، فقضية عدم كفاية الأسرة ليست مهمة ولكن الأهم هو عملية التأهيل والدمج المجتمعى للمتعافين.

وشدد عثمان على أن الصندوق كل فترة يقوم بدعم للمستشفيات، وعلى مدار العام الماضى دعم الصندوق البنية التحتية لعدد من المستشفيات بحوالى 2 مليون جنيه، فبعض المستشفيات تحتاج إلى بعض التجهيزات، لافتا إلى أن هناك برامج تنظم بشكل مستمر لتدريب وتأهيل الأطباء.