أكد دبلوماسيون وأساتذة علاقات دولية أهمية زيارة رئيس إريتريا "أسياس أفورقي" لمصر، اليوم، الثلاثاء، حيث استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، لبحث تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين ومستجدات الأوضاع في دول حوض النيل ومنطقة القرن الأفريقي، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التعاون الثنائي في المجالات المختلفة كالزراعة واستغلال الثروات الحيوانية والسمكية والبنية التحتية والتجارة والثقافة والتعليم والصحة، وتأكيد مواصلة برامج الدعم الفني المقدمة من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، فضلًا عن تأكيد أهمية زيادة التنسيق والتشارو بين البلدين حول أوضاع المنطقة الأفريقية في إطار العمل على إحلال السلام والاستقرار.

تعزيز العلاقات

قال السفير جلال الرشيدي، عضو وفد مصر الدائم بالأمم المتحدة سابقًا، إن العلاقات بين مصر وإريتريا تركز على العديد من الجوانب والنواحي سواء السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية، موضحًا أنه هناك تحركات مريبة على الحدود الإريترية، ووجود الجيش السوداني على حدودها، وذلك عقب زيارة الرئيس التركي أردوغان للسودان، وحصولها على جزيرة "سواكن" لتركيا لتكون قاعدة عسكرية لها.

وتابع الرشيدي، لـ"الهلال اليوم"، أن إريتريا تسعى لتعزيز علاقاتها مع مصر وشراكتها في مختلف المجالات وتقارب الرؤى، مشيرًا إلى أن إريتريا قريبة من البحر الأحمر، الذي يتضمن نوازع كثيرة واهتمامات من القارة الأسيوية لأفريقيا، والسعي لفرض وجود عسكري في المنطقة، معتقدًا أنه هذه الزيارة جاءت في توقيت هام جدًا لكلًا من مصر وإريتريا، وخاصة في ظل إحساس إريتريا بأنه هناك بعض المخاطر التي قد تواجهها في المستقبل نتيجة هذه الصراعات.

وأضاف، أن إريتريا سعت لتعزيز علاقاتها مع مصر لعلمها بقوة مصر الأفريقية، والتي لها وجود هام في المنطقة، فضلًا عن وجود رؤية مصر التي تمتد بعلاقاتها المميزة مع دول القارة الأفريقية، لافتًا إلى أن مصر أصبحت لها وجود قوي داخل القارة السمراء، خاصة بعد زيارات الرئيس السيسي لدول "الجابون وإثيوبيا وإرتيريا وأوغندا وغيرها"، مما يعد تحركًا هامًا في توقيت هام أيضًا.

أهمية الزيارة

فيما قال السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة رئيس إريتريا لمصر اليوم لها أهمية كبيرة جدًا، لافتًا إلى أن إريتريا تطل على البحر الأحمر، لها حدود مع إثيوبيا والسودان، والتي قد تكون علاقات مصر مع هذه الدول بها نوع من المشاكل فيما يخص مياه النيل، وبالتالي فمن الحكمة أن يكون لمصر علاقة جيدة مع الدولة المجاورة.

ولفت الصفتي، لـ"الهلال اليوم"، أن السياسة المصرية تسعى لتوطيد علاقاتها مع الخارج سواء مع دول القارة الأفريقية أو الدول الأوروبية والأمريكية، موضحًا أن هذا أمر جيد، حيث أن العلاقات المصرية الإريترية جيدة منذ فترات طويلة، مما يعد أمر سياسي جيد تعزيز هذه العلاقات وتقويتها في المجالات المختلفة سواء اقتصاديًا أو سياسيًا.

وأشار إلى أن مصر تعزز علاقاتها في القارة الأفريقية ودول نهر النيل والمجاورة لها، مضيفًا أن العلاقات التجارية بين مصر وإريتريا ليست كبيرة، ولكن من خلال هذه الزيارة قد تشهد تطور كبير خلال الفترة المقبلة، أما من الناحية الاستراتيجية فإن إريتريا تجاور إثيوبيا والسودان ولها منافذ على البحر الأحمر، وخاصة من الناحية الغربية التي تتضمن مصر وعدة دول "إثيوبيا والسودان وجيبوتي والصومال"، مشددًا على ضرورة وجود علاقات قوية بين مصر وهذه الدول، فهذه الزيارة هامة جدًا.

سبب تعزيز إريتريا علاقاتها بمصر

وفي سياق متصل، قال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن إريتريا تسعى لتعزيز علاقاتها مع مصر، وذلك عقب التحركات السودانية الأخيرة، وتوطيد علاقاتها بتركيا بمنحها قاعدة عسكرية جديدة في جزيرة "سواكن"، مشيرًا إلى أن إرتيريا تبحث عن الدعم المصري السياسي والعسكري والتجاري والاقتصادي، نظرًا لوجود مصر القوي في القارة السمراء وسعيها الدائم لتوطيد العلاقات مع مختلف دول القارة الأفريقية.

وأضاف حسين، لـ"الهلال اليوم"، أن هذا الأمر بات واضحًا بعد زيارات الرئيس السيسي المختلفة لدول القارة الأفريقية، والسعي لتقريب وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية المختلفة، فضلًا عن تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي والزراعي بين دول القارة ككل، موضحًا أن مصر تسعى لإمداد علاقاتها الخارجية في القارة السمراء مع أكبر عدد من الدول الأفريقية، فهذه جزء من السياسية المصرية الموجودة منذ فترة.

وأوضح، أن مصر تسعى لإعادة الرؤى الخاصة بتعزيز العلاقات المصرية الأفريقية لما سيعطي لدول القارة قوى كبيرة مستقبلًا في مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك والتعاون المتبادل في مختلف المجالات، لافتًا إلى أن مصر دولة عربية أفريقية تتميز بموقع جغرافي واستراتيجي هام جدًا في المنطقة، وبات لها تأثير كبير جدًا في العمق الأفريقي نظرًا للتواصل الدائم من الجانب المصري للأفريقي.