الثلاثاء 4 نوفمبر 2025

ثقافة

ماردونا.. من أسطورة الملاعب إلى أيقونة الشعر والثقافة الشعبية

  • 30-10-2025 | 03:57

ماردونا

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

لم يكن دييجو أرماندو ماردونا مجرد لاعب كرة قدم عظيم، بل تجاوز حدود الملعب ليصبح رمزًا ثقافيًا وإنسانيًا ترك بصمته في الأدب والشعر والفن الشعبي والسينما، وتحول إلى حالة إنسانية تمزج بين المجد والألم، وبين الموهبة والتمرد، فصار بطلًا تراجيديًا في الوعي الجمعي للشعوب، وأيقونة تُلهم الفنانين والمبدعين في العالم.

 

وصفه الكاتب الأوروجوياني إدواردو غاليانو في كتابه الشهير "كرة القدم في الشمس والظل" إن ماردونا لم يكن يلعب الكرة، بل كان يرقصها، مشيرًا إلى أن موهبته لم تكن رياضية فقط، بل كانت لغة فنية تحمل شاعرية خاصة، لأن ما فعله بالكرة كان نوعًا من الإبداع القريب من الفن التشكيلي أو الشعر، وأضاف غاليانو أن ماردونا كان ابن الطبقة الفقيرة، لذلك كانت موهبته صرخة في وجه الظلم الاجتماعي، ووجهًا يعبر عن الحلم الشعبي بالأمل والانتصار

 

أما في الأرجنتين فقد احتفى به الشعراء بوصفه رمزًا للهوية، وكتب الشاعر خوان خيلمان نصوصًا تستلهم صورته بوصفه تجسيدًا للبطل الشعبي الذي تحدى الفقر والسلطة، وعبر الشاعر والمغني الإسباني خواكين سابينا عن ماردونا في أغنيته الشهيرة Dieguitos y Mafaldas باعتباره صوتًا لجيل كامل، وجسرًا بين الفن والكرة والحياة اليومية

 

لم تتوقف الظاهرة الماردونية عند حدود الأدب أو الأغنية، بل امتدت إلى السينما التي وثقت سيرته في أعمال عديدة، من أبرزها الفيلم الوثائقي Maradona by Kusturica للمخرج الصربي إيمير كوستوريكا الذي قدمه كرمز للمقاومة والحرية، وكذلك الفيلم البريطاني Diego Maradona للمخرج أسيف كاباديا الذي حلل شخصيته من خلال أرشيف ضخم من الصور واللقطات النادرة، مقدما صورة متكاملة عن صعوده وسقوطه كحكاية إنسانية مكتملة الأركان

 

تحول ماردونا إلى أيقونة ثقافية تتقاطع فيها الرياضة مع الأدب والفن والسياسة، ليصبح بطل شعبي خرج من أحياء الفقراء، وأصبح رمزًا للكرامة والتمرد.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة