فجرّت أبحاث جديدة مفاجآت صادمة عن سلوك الأفاعي، حيث كشفت أن أنواع منها الجرسية والجارتر، تشارك في سلوكيات اجتماعية معقدة بشكل مدهش.
وقال نوام ميلر، باحث في جامعة ويلفريد لورير لموقع "ناشونال جيوغرافيك": “كان هناك خرافتان كبيرتان: أن الأفاعي تتصرف غالبًا بالانعكاس وأنها لا تتجمع في مجموعات. لذلك كان يُفترض أنها لا تمتلك أي حياة اجتماعية، ولكن الملاحظات الحديثة في الميدان بدأت تغير هذا التصور.
ويصعب دراسة السلوك الاجتماعي للأفاعي لأن معظم الوقت تقضيها مختبئة وتتواصل عبر الإشارات الكيميائية أكثر من البصرية أو الصوتية. بخلاف الثدييات والطيور، تجعل حياة الأفاعي المخفية تفاعلها الاجتماعي صعب الملاحظة.
لهذا السبب ركز الباحثون غالبًا على أنواع تعرف بتجمعها، مثل أفعى الجارتر ذات الجانب الأحمر، التي تبيت جماعيًا وتشكل كريات تزاوج ضخمة في الربيع.
وأجرت فرق ميلر تجارب على 40 أفعى جارتر شابة في ساحة مفتوحة مزودة بملاجئ متعددة، ووجدت أن الأفاعي تفضل التجمع مع أفراد محددين، وتنسق أوقات استكشافها، وتختار الملاجئ التي تحتوي على أفاعي أخرى، ما يشير إلى تفضيلات اجتماعية محددة أو ما يُطلق عليه الباحثون بشكل غير رسمي “الصداقات”.
وتظهر الأفاعي الجرسية أيضًا سلوكيات اجتماعية مفاجئة. فالعديد من الأنواع في أمريكا الشمالية، بما في ذلك أفاعي الجرس البراري والدايموندباك الغربية والأسود الذيلية، تلد أحياء وتبيت جماعيًا خلال الشتاء. وأظهرت الدراسات أن الإناث تفضل التواجد مع أخواتها، بينما ترعى الأمهات صغارها وتدافع عنهم أحيانًا ضد المفترسين.
وتشير الملاحظات إلى أن الأفاعي تتوتر أقل عندما تستطيع التكتل مع بعضها البعض، ما يشير إلى أن الروابط الاجتماعية لها فوائد حقيقية.