كشف اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، عن كواليس عملية تسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مؤكدًا أن حالة القلق ظلت مسيطرة حتى لحظة التنفيذ، وأن مصر لم تأمن لأحد سوى استعداداتها وأجهزتها خلال تلك العملية الدقيقة.
وقال الدويري، خلال استضافته في برنامج "الجلسة سرية" الذي يقدمه الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر على شاشة "القاهرة الإخبارية": "كنا قلقين، لأن القلق جزء من الحياة، ورجل المخابرات في مهمة كهذه لا يطمئن حتى يتم التنفيذ، ولم نأمن لأحد في ذلك الوقت إلا لمصر والاستعدادات المصرية، وطوال الليل لم ننم".
وأوضح الدويري أن تنفيذ العملية جرى وفق خطة محكمة، تضمنت تقسيم المهام إلى أربع مجموعات رئيسية، الأولى تمثلت في مجموعة التأمين والتي ضمت عناصر من القوات المسلحة ووزارة الداخلية لتأمين العملية، وانتشرت قواتها من العريش حتى رفح وصولًا إلى المعبر المصري.
ولفت إلى أن المجموعة الثانية، كانت مجموعة الاستلام، حيث تولت مهمة استلام جلعاد شاليط من داخل غزة، ونقله عبر معبر رفح وصولًا إلى معبر كرم أبو سالم لتسليمه إلى الجانب الإسرائيلي.
وفيما يتعلق بالمجموعة الثالثة "المرافقة"، أشار إلى أنها ضمت ضباطًا من جهاز المخابرات العامة، ومع كل حافلة ممثلًا عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لمتابعة عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
وأكد أن مجموعة الإشراف، وهي غرفة عمليات الجهاز في القاهرة، عملت على مدار 24 ساعة لمتابعة التنفيذ دقيقة بدقيقة، تحسبًا لأي طارئ.
وتابع الدويري: "تم التنفيذ من خلال ثلاث مراحل، حيث وصل شاليط في أربع أو خمس سيارات متشابهة، ولم نكن نعلم في أي منها يتواجد، حتى وصل إلى بداية المعبر المصري، وكانت بانتظاره مجموعة الاستلام".
وأضاف: "نزل شاليط من إحدى السيارات وسط إجراءات أمنية مشددة، ووصل حتى بداية المعبر المصري بصحبة أحد أفراد حركة حماس، وكان التليفزيون المصري متواجدًا وأجرى معه مقابلة قصيرة، بدا خلالها منهك القوى بعد خمس سنوات ونصف من الأسر".
واختتم الدويري حديثه قائلًا: "خلال المقابلة كان يقف بجوار المذيعة ممثل من الجانب الإسرائيلي للاطمئنان عليه، وبعدها تسلمته المجموعة المصرية في معبر رفح، ونُقل بسيارة إلى معبر كرم أبو سالم لاستكمال عملية التسليم".