الثلاثاء 4 نوفمبر 2025

ثقافة

عمود مرنبتاح.. شاهد حجري على انتصارات رابع ملوك الأسرة الـ19

  • 1-11-2025 | 12:08

عمود مرنبتاح

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

يستعد عمود مرنبتاح اليوم لاستقبال الزوار في افتتاح المتحف المصري الكبير، يعد من أبرز الشواهد الأثرية التي توثق لعظمة ملوك الدولة الحديثة، إذ يعود إلى رابع ملوك الأسرة التاسعة عشرة، الملك مرنبتاح، ابن الملك العظيم رمسيس الثاني والملكة إست نفرت. 

اكتُشف العمود في مارس عام 1970 على يد إحدى البعثات الأجنبية أثناء أعمال التنقيب في مدينة أون الأثرية بمنطقة عرب الحصن بالمطرية، ليكشف عن جانب من مجد ذلك العصر المضيء في تاريخ مصر القديمة.

صُنع العمود من الطوب الرملي والجرانيت الأحمر، ويبلغ وزنه نحو 10 أطنان، فيما يصل ارتفاعه إلى 5.60 متر، مما يعكس الدقة والضخامة في فنون النحت والبناء التي اشتهر بها المصري القديم. وقد نُقشت على سطحه كتابات هيروغليفية بالحفر الغائر، تتضمن نصًا مكوَّنًا من أربع سطور يوثق انتصار الملك مرنبتاح على الليبيين في العام الخامس من حكمه، أي نحو 1208 قبل الميلاد، وهي واحدة من المعارك التاريخية الكبرى التي خاضها المصريون في دلتا النيل الغربية ضد الغزاة من الغرب.

وفي عام 2006 نُقل العمود من موقعه الأصلي بمنطقة عرب الحصن إلى منطقة القلعة، حيث خضع لعمليات ترميم دقيقة، وبقي هناك حتى عام 2018، حين قامت إدارة الترميم الأولى بنقله إلى المتحف المصري الكبير ليُعرض بشكل دائم داخل البهو العظيم، ضمن أروع القطع التي تروي تاريخ مصر العسكري والسياسي في عصور المجد.

ويُذكر أن الملك مرنبتاح، الذي تولى الحكم في سن متقدمة تجاوزت الستين، خاض عدة حملات عسكرية ناجحة، أشهرها ضد الليبيين الذين دعموا شعوب البحر في محاولتهم لغزو مصر. كما نقل العاصمة من بر رمسيس إلى منف (ممفيس)، حيث شيّد قصرًا ملكيًا بجوار معبد الإله بتاح، ليترك بصمته الواضحة في سجل الحضارة المصرية القديمة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة