الإثنين 24 نوفمبر 2025

تحقيقات

إذاعة القرآن الكريم.. صوت الطمأنينة والخشوع في قلوب المصريين

  • 3-11-2025 | 12:37

إذاعة القرآن الكريم

طباعة
  • أماني محمد

لأكثر من 60 عامًا كانت ولا تزال إذاعة القرآن الكريم، منارة لنشر العلم والإيمان في العالم الإسلامي، الإذاعة الدينية الأقدم والأعرق في العالم الإسلامي، وصوت الطمأنينة والخشوع في قلوب المصريين، الحاضرة دائما في كل بيت بدعائها وأصوات قرائها ومنشديها وابتهالاتها وبرامجها المستمرة بنفس البريق والمكانة عند جموع الشعب المصري.

 

إذاعة القرآن الكريم

تأسست إذاعة القرآن الكريم، قبل 61 عامًا، في 25 من مارس 1964، وكانت فكرة إنشائها بعد اكتشاف نسخة محرفة من المصحف الشريف، ما دفع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف آنذاك للتحرك لحماية القرآن الكريم من أي تحريف، وكان صاحب الاقتراح الدكتور لبيب السعيد وبدأت الفكرة بتوثيق المصحف المرتل صوتيًا، برواية حفص عن عاصم، بصوت الشيخ محمود خليل الحصري، ليكون أول تسجيل كامل للمصحف يضمن نقله دون تحريف أو تلاعب، وكانت الأولى من نوعها بين إذاعات العالم.

دعم الرئيس جمال عبد الناصر حينها الفكرة، وتم تخصيص موجتين للبث، لتبدأ الإذاعة إرسالها الأول في السادسة صباحًا يوم 25 مارس 1964، بدأت بمدة إرسال قدرها 14 ساعة يوميًّا على موجتين «قصيرة ومتوسطة»، ثم امتدَّ بعد ذلك عام 1994م؛ ليصبح طوال اليوم.

وقام على تسجيل هذا المصحف الصوتي المرتل الأزهرُ الشريف مُمثَّلًا في هيئة كبار العلماء، ووزارةُ الأوقاف والشئون الاجتماعية -آنذاك- ممثلة في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية؛ بهدف حفظ القرآن الكريم من محاولات تحريفه في ذلك التوقيت.

ورغم أن إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة كانت قدوةً للعديد من إذاعات القرآن الكريم في الدول العربية والإسلامية؛ إلا أنها حافظت على تفرُّدها وتميُّزها طيلة السنوات الفائتة، واحتفظت بأصالتها ورونقها الإسلامي والمصري الخالص، والمحبب إلى جموع المصريين، والمسلمين حول العالم.

ومن خلال إذاعةِ القرآنِ الكريمِ تعرف ملايينُ المسلمين حول العالم عبر السنين على عظماء قراء القرآن الكريم، وعظماء المبتهلين، كالشيخ محمود خليل الحصري، والشيخ محمد رفعت، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمود علي البنا، والشيخ طه الفشني، والمبتهل الشيخ نصر الدين طوبار، والمبتهل الشيخ محمد عمران، والمبتهل الشيخ سيد النقشبندي.

ولم يقتصر دور إذاعةِ القرآنِ الكريمِ على بثّ تسجيلاتِ القرآن الكريم دقيقةِ الأحكام، متميزةِ الأداء؛ بل كان لها دور فعال مؤثر في ترسيخ الثقافة الإسلامية، وتصحيح المفاهيم الدينية بعد عامين من إنشائها فقط، وتحديدًا في عام 1966م، ولعل من أقدم تلك البرامج: «حديث الروح»، و«الدين المعاملة»، و«القاموس الإسلامي»، و«يا أمة القرآن»، و«الموسوعة القرآنية»، و«في روضة الرسول ﷺ»، و«بريد الإسلام» وغيرها مما يَهُمُّ المسلمين، ويتصل بشئون دينهم ودنياهم.

وتزخر المكتبة الإذاعية لإذاعة القرآن الكريم بكنوز تراثية لتفسير القرآن الكريم وعلومه، وخدمة السُّنة النبوية، وبيان الأحكام الفقهية، إلى جانب تسجيلات التلاوات النَّادرة. ▪️وقد أَوْلت إذاعة القرآن الكريم اهتمامًا بالمرأة حين خصَّصت لها برامج تعليمية وتثقيفية متنوعة؛ مثل: «رأي الدين»، و«فقه المرأة»، و«الموسوعة الفقهية»، و«الأسرة والمجتمع» وغيرها؛ مما أثرى ثقافة المرأة، وعالج كثيرًا من قضاياها الدينية والحياتية على اختلاف مراحلها.

ولم تغفل الأطفال؛ بل أتاحت لهم المشاركة الفعَّالة، وأبرزت مواهب العديد منهم، من خلال برنامج «براعم الإيمان»، الذي ساهم في تزويد الطفل بالمعلومات الدينية، وتنشئته تنشئة دينية سويَّة، بالإضافة إلى برنامج «المصحف المعلم» للأطفال.

وتعاقب على إدارتها شخصيات بارزة، مثل كامل البوهي، عادل القاضي، وهاجر سعد الدين، وغيرهم من الذين أسهموا في تطويرها وترسيخ مكانتها.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة