عُقدت اليوم في العاصمة الإماراتية أبوظبي اجتماعات المجلس العالمي للطاقة والذكاء الاصطناعي والتقنيات المناخية (ENACT) في مركز أبوظبي للطاقة، بمشاركة واسعة من قادة قطاعات الطاقة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة والاستدامة والاستثمار من مختلف دول العالم، تحت شعار "الطاقة والذكاء الاصطناعي: توسيع آفاق النمو العالمي".
ويهدف المجلس إلى تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجالات الطاقة والتقنيات الحديثة، واستعراض الحلول المبتكرة الداعمة للنمو الاقتصادي المستدام، حيث تشهد فعالياته توقيع عدد من الصفقات والمبادرات العالمية بين الشركات والمؤسسات المشاركة.
وجاء انعقاد المجلس بالتزامن مع انطلاق فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2025" في مجمع مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، بمشاركة أكثر من 45 وزيرًا و250 رئيسًا تنفيذيًا و1,800 متحدث من 172 دولة، تحت شعار «طاقة ذكية لتقدم متسارع».
ويُعد أديبك أكبر حدث سنوي عالمي لقطاع الطاقة، وتنظمه شركة أدنوك لمناقشة مستقبل الصناعة وتطوير شراكات استراتيجية في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي والاستدامة، حيث يجمع هذا العام أكثر من 205 آلاف زائر و2,250 شركة عارضة تمثل أبرز شركات النفط والغاز والطاقة المتجددة في العالم، ليشكل منصة رئيسية لتبادل الخبرات واستعراض أحدث التقنيات والحلول المبتكرة، بما يعزز دور أبوظبي كمركز عالمي للطاقة والتكنولوجيا.
وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس التنفيذي لشركة "أدنوك"، خلال كلمته الرئيسية في الافتتاح، أن دولة الإمارات تطبق نهجًا عمليًا وواقعيًا في سياسات الطاقة يعزز الثقة ويجذب الاستثمارات، مشيرًا إلى أن التشريعات الواقعية تبني اقتصادات قوية وتدعم استقرار الأسواق في ظل التحولات العالمية المتسارعة.
وأوضح الجابر أن شركة أدنوك تستخدم أكثر من 200 أداة وتطبيق للذكاء الاصطناعي في مختلف عملياتها، ما ساهم في خفض حالات التوقف المفاجئ إلى النصف ورفع كفاءة الأداء التشغيلي، مؤكدًا أن الشركة تسعى لتكون الأكثر استفادة من الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة العالمي، مشيرا إلى حاجة العالم إلى استثمارات سنوية تتجاوز 4 تريليونات دولار في شبكات الكهرباء ومصادر الطاقة المختلفة، متوقعًا أن يبقى إنتاج النفط فوق 100 مليون برميل يوميًا لما بعد عام 2040 في ظل الزيادة المتسارعة للطلب على الكهرباء والغاز الطبيعي.
من جانبه، أكد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، أن مصر تعمل على تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة والقيام بدور محوري في مشهد الطاقة بالمنطقة، من خلال تعظيم الاستفادة من بنيتها التحتية القوية وزيادة التعاون مع الشركاء لتوفير إمدادات الطاقة لمصر والمنطقة.
وأوضح بدوي – خلال مشاركته في الجلسة الوزارية الافتتاحية للمؤتمر – أن قطاع الطاقة المصري يرتكز على التعاون الإقليمي وضمان أمن الطاقة واستثمار موارد الغاز في شرق المتوسط، مشيرًا إلى التعاون الجاري مع قبرص لتصدير الغاز للأسواق العالمية عبر مصر، والتعاون مع شركة أركيوس الإماراتية التي اختارت مصر مركزًا لانطلاق أعمالها الإقليمية. كما أكد أن قطاع البتروكيماويات والتكرير يمثل محورًا أساسيًا في دعم الصناعات ذات القيمة المضافة.
وأشار الوزير إلى أن قطاع التعدين يمثل ركيزة رئيسية في تأمين الطاقة من خلال توفير المعادن الحيوية اللازمة لصناعات الطاقة المتجددة، مؤكدًا أن مصر تولي أهمية خاصة لإقامة الصناعات التحويلية وتعظيم القيمة الاقتصادية للموارد الطبيعية.
وفي السياق ذاته، أكد سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن بلاده تمضي في ترسيخ مكانتها لاعبًا رئيسيًا في منظومة الطاقة العالمية من خلال استثمار 189 مليار درهم في مشاريع كبرى للطاقة النظيفة والبنية التحتية الحديثة، بما يعزز النمو الاقتصادي المستدام ويحقق التوازن بين أمن الطاقة واستدامة الموارد.
وأوضح المزروعي أن القدرة الإنتاجية للطاقة النظيفة في الإمارات تجاوزت 12.4 جيجاوات عام 2024، منها 6.8 جيجاوات من الطاقة المتجددة و5.6 جيجاوات من الطاقة النووية، مشيرًا إلى أن الإمارات تحتضن ثلاثًا من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم إلى جانب محطة براكة للطاقة النووية، مؤكّدًا استمرار بلاده في قيادة الحوار العالمي حول التحول في قطاع الطاقة عبر مشاركاتها في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) وتحالف (أوبك+) ومؤتمرات المناخ (COP).
وشهدت فعاليات اليوم توقيع عدد من الاتفاقيات البارزة، من بينها اتفاقية شركة XRG التابعة لأدنوك للاستحواذ على حصة في ممر الغاز الجنوبي الأذربيجاني، إلى جانب إطلاق منصة "AiPSO" لتحسين الإنتاج باستخدام حلول الذكاء الاصطناعي بين شركتي "أدنوك" و"إس إل بي".
وأكد عبدالمنعم سيف الكندي رئيس معرض ومؤتمر "أديبك 2025" أن الدورة الحالية تركز على تعزيز مرونة أنظمة الطاقة والاستثمار في الحلول الذكية، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح محركًا رئيسيًا لتطور القطاع، وأن الحدث يواصل دوره العالمي في تحقيق التكامل بين الطاقة والتكنولوجيا وبناء مستقبل أكثر استدامة.