الثلاثاء 4 نوفمبر 2025

ثقافة

نزار قباني.. شاعر العشق لا يغيب في يوم الحب

  • 4-11-2025 | 04:07

نزار قباني

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

في يوم مفعم بالحب والمشاعر، يتزامن ذكر شاعر العشق الأبدي نزار قباني مع احتفال العالم بـ عيد الحب، اليوم الذي تتفتح فيه القلوب وتنبض بالكلمات الدافئة، تمامًا كما كانت تنبض قصائده بالرومانسية والشغف. ففي مثل هذا اليوم، لا يمكن أن ننسى شاعرًا جعل من الحب لغة عالمية، ورسم بالكلمات أجمل لوحات العشق والحنين.

نزار قباني 

وُلد نزار قباني في 21 مارس 1923 بمدينة دمشق القديمة، ونشأ في أسرة عربية عريقة، ورث عنها حب الشعر والفن معًا. كان عاشقًا لكل الفنون، بدأ رحلته كخطاطٍ تتلمذ على يد خطاط بدوي، ثم اتجه إلى الرسم كما ذكر في مذكراته، وكان شغوفًا بالألوان، ويفضّل اللون الأخضر تحديدًا. امتلأ منزله بأنواع الزهور الشامية: الزنبق والريحان والياسمين والنعناع والنارنج، ومن هنا وُلد عشقه للجمال الذي انعكس في ديوانه الشهير «الرسم بالكلمات».

 

كما أحب الموسيقى، وتعلم العزف على آلة العود، غير أن الشعر ظل عشقه الأكبر، فهو الفنان المرهف الذي ساعدته رهافة إحساسه على الغوص في أعماق العاطفة الإنسانية. تركت حادثة انتحار شقيقته وصال أثرًا عميقًا في نفسه، بعدما أجبرها أهلها على الزواج من رجل لا تحبه، لتصبح قضية حرية المرأة محورًا أساسيًا في شعره، خاصة في دواوينه الأولى التي غلبت عليها الرومانسية والعاطفة الصادقة.

 

حفظ قباني أشعار كبار الشعراء مثل عمر بن أبي ربيعة وقيس بن الملوح وجميل بثينة، وتتلمذ على يد الشاعر الكبير خليل مردم بك الذي علّمه أصول النحو والبديع والصرف.

 

ورغم حبه للفن، درس الحقوق وتخرّج عام 1945، ثم عمل بالسلك الدبلوماسي، ما أتاح له السفر إلى عواصم العالم والتعرّف إلى ثقافات متعددة، قبل أن يستقيل عام 1966 ليتفرغ تمامًا للشعر.

 

بدأ نزار رحلته مع الشعر العمودي، لكنه ما لبث أن كسر القيود وانتقل إلى شعر التفعيلة، ليُسهم في تطوير الشعر العربي الحديث. صدر أول ديوان له عام 1944 بعنوان «قالت لي السمراء»، وأسس بعد ذلك دار نشر في بيروت حملت اسمه: «منشورات نزار قباني».

 

بعد نكسة 1967، تحوّل قباني من شاعر الحب والمرأة إلى شاعر الوطن والسياسة، فكتب قصائد لاذعة مثل «هوامش على دفتر النكسة» و«عنترة» و«يوميات سياف عربي»، عبّر فيها عن وجع الأمة وغضبه من الهزيمة.

 

رحل نزار قباني في 30 أبريل 1998 عن عمر ناهز الخامسة والسبعين، في لندن، ودُفن في باب الصغير بدمشق، تاركًا خلفه إرثًا شعريًا خالدًا يمزج بين الريشة والكلمة، ويجسد أسمى معاني الحب والحرية والجمال.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة