قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن كثيرًا من الناس لا يعرفون عدد الكتب الموجودة في الغيب، مشيرًا إلى أن الغالبية تعتقد أن هناك كتابًا واحدًا فقط هو "اللوح المحفوظ"، بينما الحقيقة أن الكتب في الغيب ثلاثة، وليست كتابًا واحدًا.
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم السبت، أن هذه الكتب هي: أم الكتاب، واللوح المحفوظ، ومواقع النجوم، موضحًا أن اللوح المحفوظ هو الذي يحتوي على أقدار العباد إلى يوم القيامة، وتطّلع عليه الطبقة العليا من الملائكة بقيادة سيدنا جبريل عليه السلام.
وأضاف أن أم الكتاب هو الكتاب الذي لا يطّلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل، ولا يعلم ما فيه إلا الله سبحانه وتعالى وحده، مؤكدًا أنه أصل العلم الإلهي المكنون الذي تُستمد منه سائر الأقدار.
وأشار إلى أن مواقع النجوم تمثل ما وصفه بـ"النسخة التنفيذية" للقدر، إذ تضم الأحداث والتواريخ والأزمنة التي تقع فيها الأمور، مستدلًا بقوله تعالى: "فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم، إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون" (سورة الواقعة).
وبيّن الجندي أن اللوح المحفوظ يأخذ ما يأذن الله به من أم الكتاب، ثم يُنفَّذ ما فيه من خلال مواقع النجوم، لافتًا إلى أن الله سبحانه وتعالى قد يغيّر في اللوح المحفوظ ما يشاء من الأقدار، مستشهدًا بقوله تعالى: "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب".
وقال إن فهم هذه المراتب الثلاث في الغيب يوسع أفق الإنسان، ويمنحه الأمل في التخفيف من البلاء واللطف في القدر بإذن الله تعالى.