تحل اليوم،ذكرى ميلاد الفنان الكبير حمدي أحمد، الذي وُلد عام 1933، وترك بصمة لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية بأدواره القوية والمعبّرة، وعلى رأسها شخصية محجوب عبد الدايم في فيلم «القاهرة 30»، والتي كانت جواز مروره إلى النجومية، لكنها في الوقت نفسه تسببت له في أزمة كبرى كادت تكلّفه حياته.
رغم النجاح الكبير الذي حققه فيلم «القاهرة 30»، فإن تجسيد حمدي أحمد لشخصية محجوب عبد الدايم أثار موجة غضب عارمة في الصعيد، وخاصة في محافظة سوهاج مسقط رأسه، حيث اعتبر بعض الأهالي أن الدور أساء إلى أبناء الصعيد، ما دفعهم إلى تحطيم دار السينما التي عرضت الفيلم بالكامل.
وتدخلت قوات الأمن وقتها لاحتواء الأزمة، وتم وقف عرض الفيلم واستبداله بعمل آخر لتهدئة الأجواء، بينما صدر قرار بمنع حمدي أحمد من دخول الصعيد لفترة طويلة، بعدما وصل الأمر إلى حد إهدار دمه من قبل بعض الغاضبين.
واستمر التوتر لأكثر من عام، حتى اجتمع عدد من الحكماء في جلسة عرب لتهدئة الأوضاع والسماح للفنان بالعودة إلى بلدته، لكن رغم ذلك ظل يعيش هناك كالغريب، إذ واجه رفضًا من بعض أبناء منطقته الذين لم يتقبلوا الدور الذي رأوا فيه إساءة لهم، رغم أن عائلته كانت قد عارضت مشاركته في الفيلم منذ البداية.
ورغم ما تعرض له من هجوم، ظل حمدي أحمد متمسكًا بالفن الذي آمن به، وشارك في أعمال خالدة أكدت موهبته الفذة وقدرته على تجسيد الشخصيات المركبة بصدق وقوة. وظل اسمه مرتبطًا بالأدوار التي ناقشت قضايا المجتمع المصري بجرأة وعمق.