يستضيف أتيليه جدة للفنون، الخميس المقبل، المعرض الشخصي التاسع للفنان التشكيلي عبدالرحمن المغربي، ويفتتحه رجل الأعمال سعد المغربي، ويستمر لمدة أسبوعين.
معرض «ذاكرة».. بمجموعة من اللوحات الفنية
وقال الناقد التشكيلي هشام قنديل مدير أتيليه جدة للفنون«إن المغربي سيقدم في معرضه «ذاكرة»، مجموعة من اللوحات الفية الجديدة تحمل نفس النهج نفسه الذي يتبعه مع التطوير في الطرح والأسلوب الجديد الذي يعتمد علي التبسيط والاختزال، ويتناول فيه المغربي بيئته المحلية، مستلهما منها رموزه وأفكاره».
المغربي .. من أهم فناني الجيل الثالث في الحركة التشكيلية السُّعُودية
وأضاف «قنديل»؛ ويعد المغربي واحد من أهم فناني الجيل الثالث في الحركة التشكيلية السُّعُودية، و سبق وأن شارك في العديد من المعارض داخل وخارج المملكة، وأقام ثمانية معارض شخصية، أبرزها في قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية عام 2010م.
ومن خلال هذه المشاركات فاز المغربي بعدد من الجوائز، أهمها جائزة ملون السُّعُودية الخامس وجائزة معرض السفير، وجائزة الفن السعودي المعاصر خمس مرات متتالية، وله مقتنيات عديدة لدي المؤسسات والأفراد.
وتابع «قنديل»: «عند تأملنا لأعمال عبدالرحمن المغربي، علينا أن نتجاوز الرؤية المباشرة لنصل لإيقاعاته المختزنة في عاطفته الباطنية، فالوسائط المادية لدى المغربي ترتبط بالزمان والمكان كبُعدين متلازمين، فتلك المفردات والرموز ظهرت كإشارات للمكان بذكرياته المختلفة المخزونة في ذاكرة الفنان، وكون الضوء عاملًا مهما من علامات الزمن وعنصرًا حيًا، فهنا نشعر بوجوده وتوزعه على سطح الخامة ليكسبها صفات جديدة ويمنح أشكاله المادية صفة الارتقاء لمعاني باطنية غير مرئية، ويحمّل تضاريس سطوحه بإيقاع ضوئي يشعرنا بروحانية الضوء، ليجسّد رؤية لإيحاءات تعبيرية لا محدودة، فإحساس الفنان بطبيعة الخامة ومميزاتها ووعيه الحساس بها عنصرًا مهمًا من عناصر الإبداع الفني يمكننا إضافته لفنون أخرى نجدها واضحة أمامنا، كفن الحفر والكشط والتلوين، ليسلط الضوء على قيم فنية أخرى، فيضيف تكنيكًا جديدًا يميز تجربته الفنية.
وعلاوة على القيم التشكيلية التي نلمسها في خاماته الفنية وتركيباتها المختلفة وثراء انحناءاتها وما تتخللها من نتوءات وقيم ملمسية متنافرة تتراوح بين الخشونة والنعومة وتتدرج من الحركة إلى السكون، إلا أنها تحوي طاقة تعبيرية ودلالات أقرب ما تكون تَرْجَمَة لتفاصيل وذكريات جميلة لها خاصية الإثارة الجمالية.
وقد يعبّر الإنسان على الجدار بأفكار إيجابية وأحيانًا بأخرى سلبية لتكون سببًا في تشقق الجدار ودماره كرمز للإنسان السلبي المتسبب في الدمار، فنجد الصفات المادية لخاماته متعددة الأسطح وخواصها الحسية تشارك في صناعة الواقع المادي الذي يعبّر عنه وتمثل عامل جذب ومثير بصري للمتذوق.