قالت منى رشماوي، عضو بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق في السودان، إن موجات النزوح الحالية تتجه إلى منطقة تُسمّى الطويلة، وهي بلدة سبق لها أن زارتها، موضحة أن الطويلة باتت تضم اليوم أكثر من نصف مليون إنسان، على الرغم من كونها بلدة بسيطة، لكنها توفر قدرًا من المأوى للنازحين.
وأضافت رشماوي، خلال مداخلة مع الإعلامي محمد رضا، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن معظم الفارين من الفاشر يضطرون للسير على الأقدام لمسافة تُقارب 60 كيلومترًا، وذلك لأن ميلشيات الدعم السريع حفرت خنادق حول المدينة، تجعل خروج السيارات شبه مستحيل لأنها قد تقع في تلك الحفر، ولم يتبقَّ سوى مخرج أو مخرجين تسيطر عليهما ميلشيات الدعم السريع، مما يدفع الناس إلى الهروب مشيًا على الأقدام.
وتابعت: «إذا تمكن الناس من الخروج، يصلون إلى الطويلة وهم في حالة إنهاك شديد، وللأسف علمنا من عدة مصادر أن البعض يصل في وضع صحي حرج للغاية، وبعضهم يتوفى فور وصوله أو يحتاج إلى النقل مباشرة إلى المستشفى».
كما أشارت إلى أن منظمة أطباء بلا حدود أبلغت البعثة بأن عياداتها في الطويلة تعاني من ضغط شديد، إذ تستقبل أعدادًا كبيرة من النازحين في حالة طوارئ، ولا تستطيع تلبية الاحتياجات الطبية المتزايدة، مختتمة بالقول إن الوضع هناك مأساوي للغاية.