حذرت منظمة "سيف ذا تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال) اليوم الخميس من أن الأسلحة المتفجرة، وعلى رأسها القنابل الجوية، أصبحت التهديد الرئيسي للأطفال في العديد من مناطق النزاع، مشيرةً إلى زيادة قياسية في عدد الضحايا في عام 2024.
وأفادت محصلة صادرة عن الأمم المتحدة بمقتل وإصابة حوالي 11,967 طفلًا العام الماضي في مناطق الحرب، مع 4,676 حالة وفاة، وهو رقم قياسي منذ بدء التسجيل عام 2006. كما يمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 42٪ مقارنة بعام 2020. وأوضحت المنظمة أن 70٪ من هذه الوفيات والإصابات كانت نتيجة للأسلحة المتفجرة (قنابل، ألغام)، مؤكدةً في تقريرها أن تأثير هذه الأسلحة على الأطفال في الفترة من 2020 إلى 2025 كان "مدمرًا".
وأشارت المنظمة إلى أنه لعقود، كان الأطفال في مناطق النزاع "أكثر عرضة للوفاة بسبب سوء التغذية أو المرض أو نقص الرعاية الصحية"، ولكن مع اتساع رقعة الحروب في المناطق الحضرية، أصبحت القنابل والطائرات المسيرة تضرب المدارس والمنازل والمستشفيات، وهي أماكن "يُفترض أن يحميها القانون الإنساني الدولي".
وبين عامي 2020 و2024، كانت الأسلحة المتفجرة مسؤولة عن 59% من الوفيات والإصابات بين الأطفال. كما سلط التقرير الضوء على مسئولية الدول، حيث إن الغالبية العظمى من هذه الأسلحة يتم تصميمها من قبل شركات تزود الجيوش النظامية بالعتاد.
وأكد التقرير أن أكثر من نصف الأسلحة المتفجرة المسؤولة عن إصابات ووفيات الأطفال في عام 2024 استُخدمت في غارات جوية، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين في مناطق مثل غزة وأوكرانيا والسودان. وقالت نارمينا ستريشينيتس، المعدة الرئيسية للتقرير، "إننا نشهد انهيار قواعد الحرب"، محذرةً: "إذا قبلنا هذا الوضع كأمر طبيعي، فإننا نقبل بعالم تُهاجم فيه الطفولة نفسها".
ودعت المنظمة إلى وقف استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، وتوفير حماية أكبر للأطفال أثناء النزاعات المسلحة.
وأفادت المنظمة غير الحكومية أن أخطر الصراعات في عام 2024 التي تسببت في أكبر قدر من الوفيات والإصابات للأطفال هي تلك التي تدور في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والسودان، وميانمار، وأوكرانيا. كما أفادت وزارة الصحة في غزة أن عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قُتلوا في القطاع خلال العدوان الإسرائيلي بين أكتوبر 2023 وسبتمبر 2025 تجاوز 20 ألف طفل.