دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قادة مجموعة العشرين إلى إظهار «القيادة والرؤية» في مواجهة ما وصفه بمرحلة عالمية صاخبة تتسم بالنزاعات وتفاقم آثار المناخ وازدياد أعباء الديون واتساع فجوات عدم المساواة.
وقال جوتيريش - في تصريحات للصحفيين على هامش قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرج اليوم الجمعة - إنه يشكر الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا على استضافة القمة، مؤكداً أن على الدول الأعضاء استخدام نفوذها لتخفيف الأزمات العالمية ودعم نمو اقتصادي أكثر شمولا ووضع العالم على مسار أكثر استقرارًا وسلامًا.
وأضاف أن الدول النامية، لا سيما في إفريقيا، تواجه "عاصفة كاملة" من تقلص الحيز المالي والديون الخانقة، إلى جانب بنية مالية دولية "لا تمثلها بالشكل الكافي"، مشددًا على ضرورة منح إفريقيا "مقعدا عادلا" في المؤسسات المالية العالمية ومجلس الأمن الدولي.
وأشار إلى أن الميثاق من أجل المستقبل، الذي اعتمدته الدول الأعضاء العام الماضي، أكد ضرورة إصلاح المؤسسات المالية الدولية.. كما دعا مجموعة العشرين إلى الوفاء بتعهداتها الصادرة عن مؤتمر تمويل التنمية في إشبيلية، بما يشمل زيادة قدرة الإقراض لدى بنوك التنمية متعددة الأطراف وتخفيف أعباء الديون وتعزيز قدرة الدول النامية على تعبئة الموارد المحلية.
وفي ملف التجارة، قال جوتيريش إن العديد من الدول الفقيرة لا تزال "عالقة في أدنى سلاسل القيمة"، داعيًا دول المجموعة إلى إزالة الحواجز التجارية ومنح الدول الأكثر فقراً وصولاً مفتوحاً إلى الأسواق.
وحذّر جوتيريش من أن العالم أخفق في الحفاظ على هدف حصر ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، معتبرا أن "الارتفاع المؤقت فوق هذا الحد بات أمرا حتميا".. ودعا إلى إبقاء هذا التجاوز "قصيرًا وصغيرًا وآمنًا قدر الإمكان".
وطالب الدول المتقدمة بالوفاء بتعهداتها، بما في ذلك مضاعفة تمويل التكيف ليصل إلى 40 مليار دولار هذا العام، وتوفير 300 مليار دولار سنويا للدول النامية بحلول 2035، إلى جانب دعم الخطة الهادفة إلى تعبئة 1.3 تريليون دولار سنويًا لتمويل المناخ.
وشدد على ضرورة تمويل صندوق الخسائر والأضرار وتسريع التحول العادل للطاقة المتجددة، لافتا إلى أن إفريقيا، رغم إمكاناتها الكبيرة في الطاقة الشمسية والرياح، لا تحصل إلا على جزء ضئيل من الاستثمارات العالمية.
وقال جوتيريش إنه على دول مجموعة العشرين استخدام نفوذها لوضع حد للنزاعات في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة الساحل، حيث تتفاقم أعمال العنف وتتدهور الأوضاع في مالي، ما "يهدد المنطقة والقارة بأكملها".
ودعا إلى تحقيق "سلام عادل وشامل" في أوكرانيا وفق ميثاق الأمم المتحدة، وإلى تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ اتفاقات السلام بالكامل وفتح مسار سياسي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين.