قال الكاتب الصحفي والإعلامي عادل حمودة، إن الدكتور ثروت عكاشة لم يكن مجرد أحد أهم وزراء الثقافة في تاريخ مصر، بل كان أيضًا شخصية سياسية محورية تركت بصمات عميقة في ملفات الدولة الحساسة.
وأضاف حمودة، خلال برنامجه "واجه الحقيقة"، على شاشة القاهرة الإخبارية، أن عكاشة، خلال عمله ملحقًا عسكريًا في أوروبا، تمكن من كشف ملامح خطة العدوان الثلاثي عام 1956، وكان حلقة مهمة في متابعة التحركات الدولية المتعلقة بالأمن القومي المصري.
وأوضح حمودة أن دوره لم يتوقف عند ذلك، بل امتد ليصبح أحد المؤثرين في الملف النووي المصري خلال الستينيات، موضحا أن وثائق يوم الأربعاء 23 فبراير 1966 تكشف كيف رفع ثروت عكاشة مذكرة للرئيس جمال عبد الناصر بشأن محادثاته مع لوي جوك، وزير الدولة لشؤون الإصلاح الإداري في فرنسا آنذاك، وهو شخصية مقربة من الرئيس الفرنسي شارل ديغول.
وأشار إلى أن عكاشة نقل لعبد الناصر معلومات بالغة الخطورة تتعلق بـ تورط فرنسا في دعم إسرائيل نوويًا، حتى وصلت في ذلك الوقت إلى مرحلة متقدمة تتيح لها إنتاج القنبلة النووية عام 1970.
وأكد حمودة أن ثروت عكاشة بدا متفائلًا خلال تلك المحادثات، إذ قال للوزير الفرنسي: «لو كانت إسرائيل ستحصل على القنبلة النووية في عام 1970، فنحن في مصر سنحصل عليها في عام 1975».
وأضاف أن عكاشة شدد في مذكرته على أن الحل الحقيقي يكمن في نزع السلاح النووي عالميًا، ووضع ملكية القوة النووية تحت سلطة دولية مخولة بالإشراف والتفتيش الكامل.
وأكد أيضًا أنه دعا فرنسا — التي لعبت دورًا خطيرًا في الشرق الأوسط — إلى أن تعيد التوازن في المنطقة، معتبرًا أن الوقت قد حان لتقدم دورًا تصحيحيًا يكفّر عن دعمها السابق لإسرائيل.