اليوم 8 مارس والذي اختارته معظم دول العالم، ثم أقرته منظمة الأمم المتحدة عام 1977 ليكون اليوم العالمي للاحتفال بالمرأة، يتصادف مع حصول الفرنسية “البارونة ريموند دي لاروش" على رخصة "الطيار" عام 1910 لتصبح منذ 107 أعوام، أول امرأة تحلق في الأجواء على مستوى العالم.
ولدت "البارونة" في الثاني والعشرين من شهر أغسطس عام 1882، لعائلة فقيرة في العاصمة الفرنسية باريس، وكان والدها يعمل سباكًا، وعرفت بولعها الشديد للرياضيات والدراجات النارية والسيارات وبالرغم من عملها في بداية شبابها كممثلة إلا أنها لم تتخلى عن حلمها بالتحليق في الفضاء.
في عام 1909، ناشدت "دي لاروش" صديقها الطيار “تشارلز فوازين" ليعلمها كيفية التحليق بالطائرة، وقامت في الثاني والعشرين من شهر أكتوبر في نفس العام بأول تحليق لها على ارتفاع 300 ياردة (270 مترًا)، وفي رحلتها الثانية استطاعت التحليق لمسافة 6 كيلومترات.
في 8 مارس عام 1910، أصبحت "دي لاروش" أول إمرأة تحصل على رخصة طيار، حينما أصدر "نادي أيرو" الفرنسي رخصة لها برقم 36 لإتحاد الطيران الدولي، وكان هذا هو سبب حصولها على لقب "البارونة" بالرغم من أنها لم تكن من النبلاء آنذاك.
بعد أقل من ثلاثة أشهر على حصولها على رخصة قيادة الطائرات وخلال مشاركتها في استعراض جوي في "باريس"، تحطمت طائرة "دي لاروش" وعانت إصابات بالغة وكان شفاؤها موضع شكوك كبيرة؛ إلا أنها بعزيمتها التي عرفت بها تماثلت للشفاء وعادت للطيران بعد أقل من عامين.
في 25 نوفمبر 1913، فازت "دي لاروش" بكأس النساء لنادي "أيرو" الفرنسي للطيران بدون توقف لمدة أكثر من أربعة ساعات، وخلال الحرب العالمية الأولى عملت كسائق عسكري في المناطق الخلفية للجبهة.
وفي 1919 حققت أرقاما قياسية في الارتفاع وصلت إلى 15.700 قدم ومسافة 201 ميل.
وفي 18 يوليو 1919، ذهبت "دي لاروش" التي عرفت بأنها مهندسة موهوبة أيضًا إلى مطار "لو كروتوي" لتشارك في تجارب الطائرات التجريبية كأول إمرأة تقوم بهذة المشاركة، أثناء هبوطها تحطمت الطائرة مما أسفر عن وفاتها.
ومازال إلى اليوم تمثال "البارونة ريموند دي لاروش" موجودًا في مطار "لو بورجيه" في فرنسا.