أكد أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، أهمية الابتكار التكنولوجي وتعزيز التعاون مع القطاع الصناعي لضمان تفوق الحلف رقميًا، وذلك خلال كلمته في النسخة الثالثة من مؤتمر الناتو للحوسبة السحابية الذي عقد اليوم /الإثنين/ في بروكسل>
وقال روته - في كلمته أمام نحو 500 مشارك من الحكومات والصناعة والأوساط الأكاديمية في دول الحلف وعدد من الدول الشريكة- إن الدفاع القوي لا يمكن أن يتحقق من دون صناعة قوية ومبتكرة، مشيرًا إلى أن موضوعات المؤتمر حول الأمن و تقنيات "الحوسبة الضبابية" و"الحوسبة الطرفية" والابتكار ترتبط ارتباطًا مباشرًا بأهداف الناتو الأوسع في مجال الأمن الرقمي.
وحذر الأمين العام من التقدم المتسارع الذي تحققه روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، قائلًا إن خصوم الحلف "يتحركون بسرعة" في هذه التقنيات.
وأضاف: "علينا تسريع تبني تقنيات الحوسبة السحابية… وإلا سنتخلف عن الركب"، داعيًا إلى التنفيذ الحاسم لسياسة الناتو الخاصة بالحوسبة السحابية والطرفية، وكذلك مشروع ACE (البرمجيات الحليفة للخدمات السحابية والطرفية)، من أجل ضمان تبادل البيانات بسلاسة وتسريع عمليات اتخاذ القرار داخل الحلف.
واستشهد روته بتجربة أوكرانيا، التي تمكنت من الانتقال السريع إلى البيئة السحابية للحد من تداعيات الهجمات الروسية على بنيتها الرقمية، معتبرًا أن دروس أوكرانيا تؤكد أهمية الاستثمار في البنية الرقمية الدفاعية.
وأشار إلى أن القرارات التي خرجت من قمة الحلف الاخيرة فى لاهاي وعلى رأسها الالتزام بإنفاق 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول عام 2035 ، ستوفر فرصة لزيادة الاستثمارات في القدرات الرقمية، بما في ذلك الدفاع السيبراني والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
وتطرّق الأمين العام إلى الجدل الدائر حول مسألة السيادة الرقمية، داعيًا إلى تحقيق توازن دقيق بين التحكم الوطني والقدرات الجماعية للحلف، كما أثنى على مزايا مرونة الحوسبة السحابية وسرعة الحوسبة الطرفية في التطبيقات العسكرية، مؤكدًا أن حلف الناتو يدفع بقوة نحو تعزيز الأدوات الرقمية المرنة وتوسيع التعاون بين الدول الحليفة.
ويأتي المؤتمر ضمن مساعي الناتو لتعزيز جاهزيته الرقمية، وسط عالم يشهد منافسة تكنولوجية غير مسبوقة وتهديدات متزايدة في المجال السيبراني.