الخميس 27 نوفمبر 2025

ثقافة

حكاية شارع مصطفى لطفي المنفلوطي.. صوت البيان العذب في الأدب العربي

  • 27-11-2025 | 03:51

مصطفى لطفي المنفلوطي

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

تضم القاهرة، عاصمة مصر لأكثر من ألف عام، عددًا كبيرًا من الشوارع والميادين التاريخية التي يعود تاريخها إلى قرون وتعد هذه الأماكن مقصدًا للعديد من السياح، لما تحمله من طابع جمالي وأهمية ثقافية وتاريخية، مما يجعلها من أبرز معالم القاهرة السياحية والتاريخية، ومنها شارع الأديب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي.

وُلد الأديب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي عام 1876 في مدينة منفلوط بمحافظة أسيوط، لأسرة عُرفت عبر قرون بالعلم والتقوى، وينتهي نسبها إلى الحسين رضي الله عنه. نشأ المنفلوطي في بيئة تهتم بالمعرفة، فحفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في التاسعة من عمره، قبل أن يلتحق بالأزهر الشريف حيث قضى عشر سنوات يدرس علوم العربية والفقه والحديث والتاريخ، ويتعمق في الأدب العربي القديم، خاصة الشعر العباسي ودواوين المدرسة الشامية.

برزت ميوله الأدبية مبكرًا خلال سنوات دراسته، إذ انصرف إلى قراءة التراث قراءة واعية متأملة، واختص دواوين أبي تمام والبحتري والمتنبي، إلى جانب كتّاب النثر الكبار كالجاحظ وابن المقفع وابن خلدون. وفي الأزهر، تعرّف على الإمام محمد عبده ولازمه طويلًا، واستفاد من شروحه المتعمقة للقرآن والفكر الإسلامي، وهو تأثير ظل ظاهرًا في كتابات المنفلوطي لاحقًا. وبعد وفاة محمد عبده عام 1905، عاد المنفلوطي إلى بلدته عامين كاملين يثري فيها معارفه ويبدأ مرحلة الكتابة الجادة.

 

مسيرته الأدبية والعملية

 

بدأت أعمال المنفلوطي تجد طريقها للنشر في مجلات الأقاليم مثل: الفلاح، الهلال، الجامعة، العمدة. ثم انطلق عام 1907 في كتابة مقالاته الشهيرة في جريدة المؤيد تحت عنوان "نظرات"، وهي المقالات التي جُمعت لاحقًا في ثلاثة أجزاء تناولت الأدب الاجتماعي والنقد والسياسة والإسلاميات.

 

أما كتابه الثاني "العبرات" (1916) فيضم تسع قصص، ثلاث منها من تأليفه، وخمس قصص قام بتعريبها، وسادسة اقتبسها عن الأدب الأمريكي.

 

شغل المنفلوطي عدة مناصب حكومية، منها العمل بوزارة المعارف محررًا عربيًا في عهد سعد زغلول، ثم انتقاله إلى وزارة الحقانية والجمعية التشريعية، وصولًا إلى قلم السكرتارية بالديوان الملكي.

 

أسلوبه الأدبي

 

اشتهر المنفلوطي بأسلوب عربي رفيع يجمع بين قوة البيان وعذوبة التعبير، ويبتعد عن التكلف الزائد والمحسنات المصطنعة، مع عناية واضحة بنقاء اللغة وحسن الصياغة وجمال الإيقاع.

وقد رفض ثنائية اللفظ والمعنى، مؤكدًا أن اللفظ لا يكون جميلًا إلا إذا اكتمل المعنى، وشبّه العلاقة بينهما بكأس صافٍ لا يحجب صفاء الشراب.

 

تقوم لغته على:

 

الجمل القصيرة الواضحة

 

انتقاء الألفاظ العربية الفصيحة

 

رقة التعبير وسلاسته

 

العاطفة الصادقة

 

قوة السبك وخلوّ الأسلوب من التعقيد

 

 

مؤلفاته

 

النظرات (ثلاثة أجزاء)

 

العبرات

 

في سبيل التاج (ترجمة وتصرف)

 

الفضيلة (بول وفرجيني)

 

مجدولين (تحت ظلال الزيزفون)

 

محاضرات المنفلوطي

 

التراحم

 

ديوان شعر يضم نحو 30 قصيدة يغلب عليها الحزن والتشاؤم

 

 

وفاته

 

أُصيب المنفلوطي قبل وفاته بشهرين بشلل بسيط وثقل في اللسان، وأخفى مرضه عن أصدقائه. ثم ألمّت به حالة تسمم بولي أدت إلى وفاته صباح عيد الأضحى 10 ذي الحجة 1342هـ الموافق 12 يوليو 1924م.

وقد رثاه كبار الشعراء، وفي مقدمتهم أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، تقديرًا لأسلوبه الذي أصبح علامة في الأدب العربي الحديث.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة