أثار شابان من البرتغال اهتمامًا علمًا كبيرًا، بعدما كشفا عن ابتكار روبوت على شكل عنكبوت، قادر على إعادة تشجير المناطق المتضررة من حرائق الغابات، بما في ذلك التضاريس شديدة الانحدار والخطرة على البشر أو الآلات الثقيلة.
الطالبان الجامعيان مارتا برناردينو وسيباستياو ميندونسا، البالغان من العمر 19 عامًا، كشفت أن روبوتهما "تروفادور"، هو نظام زراعة بستة أرجل مدعّم بالذكاء الاصطناعي، وقد ابتكراه بعد أن شهدا خسائر متكررة للغابات بالقرب من منازلهما خارج لشبونة.
تعد البرتغال واحدة من أكثر دول أوروبا تأثرًا بالحرائق، إذ أظهرت دراسة جامعة لشبونة عام 2024 أن أكثر من 1.2 مليون فدان من الغابات احترقت بين 1980 و2023، أي ما يعادل 54% من أراضيها. وفي عام 2017 وحده، فقدت البلاد 32 ألف فدان من الغطاء الشجري بسبب الحرائق، التي تحدث غالبًا في مناطق وعرة يصعب الوصول إليها.
يقول الطالبان في فيديو لجمع التبرعات: "التضاريس شديدة الانحدار تمنع الزراعة اليدوية والآلات الثقيلة من الوصول إلى معظم المناطق المحترقة في البرتغال".
بدأ المشروع في 2023 بنموذج أولي مصنوع من أجزاء مُعاد تدويرها بتكلفة 15 يورو، قادر على زراعة الشتلات أسرع بنسبة 28% من البشر، مع معدل بقاء يصل إلى 90% دون الحاجة إلى رعاية لاحقة.
وأشارت مجلة سميثسونيان إلى أن النتائج الأولية دفعت الفريق لتطوير نسخة أكثر متانة، قادرة على العمل بشكل مستقل على منحدرات تصل إلى 45 درجة، مع توزيع الوزن بالتساوي على التربة، لمنع الضغط الناتج عن المركبات الثقيلة وإعاقة تسرب الماء والأكسجين.
يستخدم الروبوت كاميرا عمق لرسم خريطة للعوائق وتعديل مساره بشكل آني، فيما يقوم نظام الذكاء الاصطناعي بتحليل درجة حموضة التربة ورطوبتها قبل بدء عملية الزراعة المؤلفة من ثلاث خطوات: الحفر، وضع الشتلة، وتربيتها للتسوية.
تتيح هذه الطريقة زراعة شتلات متجذرة بدقة أعلى من الطائرات بدون طيار، التي تنثر آلاف البذور لكل فدان بدقة منخفضة، مع تقليل الهدر وزيادة فرص بقاء الشتلات. ويستطيع تروفادور زراعة حتى 200 شتلة في الساعة، مع تحميل بيانات GPS والتربة وحالة البطارية على السحابة للمراقبة عن بُعد.