أثارت عادة البشعة القبلية القديمة الجدل من جديد على منصات التواصل الاجتماعي، بعد انتشار مقطع فيديو عنها، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان مسلسل " ظلم المصطبة"، وما أثاره من نقاشات.
وفي السطور التالية نستعرض أهم أراء متابعي السوشيال ميديا حول تلك العادة القبلية القديمة.
-رأى كثيرون أن ما حدث يعكس استمرار الجهل والخرافة في بعض المناطق، وكتب أحد المعلقين معبراً عن غضبه: "إيه الجهل ده! فين الأطباء؟ فين القانون؟"، بينما قالت متابعة أخرى: "قلبي اتوجع عليها.. قهر وذل تتعرض له بنت بريئة".
-في المقابل، حاول البعض تفسير سبب استمرار هذه الممارسات في بعض المناطق الريفية أو داخل بعض العائلات، معتبرين أن البشعة جزء من القضاء العرفي لدى القبائل، خصوصاً عندما تغيب الأدلة أو الشهود، ويرى هؤلاء أن المبشع يستند إلى خبرته الطويلة في قراءة ملامح الخوف أو التوتر لدى المتهمين، وأن هناك حكايات متداولة عن أشخاص أثبتت البشعة براءتهم.
- يرى قطاع واسع من مستخدمي التواصل الاجتماعي أن هذا الأسلوب لا يمت للمنطق بصلة، ويوصف بأنه خرافة ودجل يعتمد على الضغط النفسي لا على أي دليل علمي، ويؤكدون أن مجرد افتراض أن لعق النار يكشف الكذب أمر غير عقلاني، لأن الشخص الصادق قد يرتبك أيضاً من الخوف أو الإذلال.
وفي سياق متصل، أوضح الدكتور أشرف فرج أحمد، أستاذ علم الاجتماع المتفرغ بكلية الآداب جامعة بنها، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، إن البشعة هي استمرار لبعض الموروثات غير المنطقية لدى فئات محدودة، خاصة في بعض القرى والمناطق البدوية، وتلك العادة لا تستند إلى أي أساس علمي، لأن فكرة جفاف الريق ليست دليلاً على الكذب أو الخوف فقط، بل قد ترتبط بأمراض مثل السكري، أو بحالة الضغط النفسي الشديد التي يتعرض لها الشخص أثناء الفضيحة والاتهام.
وأضاف أستاذ علم الاجتماع، أن هذه الممارسات ربما كانت مقبولة في عصور بدائية، أما اليوم فهناك وسائل علمية ومنطقية لاكتشاف الكذب، أبسطها أجهزة كشف الكذب المعروفة، أو تأكد الأهل من أخلاق ذويهم، لذلك الاعتماد على البشعة أو على حكم شخص واحد يعد أمراً غير منطقي على الإطلاق، كما أن اعتماد بعض العائلات على القضاء العرفي في قضايا شديدة الحساسية مثل الشرف والاتهامات الأخلاقية، أمر يفتح باباً واسعاً للظلم وإثارة الشائعات والفتن، خاصة إن لم يكن المبشع نزيهاً أو محايداً.
واختتم حديثه مؤكداً على ضرورة الحاجة الملحة لنشر الوعي حول تلك العادات القديمة البالية، وضمان كرامة المرأة وحقوقها بعيداً عن أي ممارسات مهينة أو غير إنسانية.