السبت 6 ديسمبر 2025

مقالات

نفرتيتي.. درة مصر في برلين

  • 6-12-2025 | 09:50
طباعة

نفرتيتي الجميلة، الآتية هكذا يعني اسمها، رمز من رموز الجمال والقوة في الحضارة المصرية القديمة، لعبت أدوارًا جعلت منها واحدة من أشهر نساء العالم عبر العصور المختلفة.

أحبت نفرتيتي أم البنات (حيث أنجبت ست فتيات لأخناتون) الملك الشاب أمنحتب الرابع، وبحكم تربيتها في القصر الملكي بين الاعتقاد أنها كانت ابنة خال أخناتون "عانن" الذي أشرف على تربية الملك الصغير، وأعطاه الكثير من النصائح التي جعلته يقاوم النفوذ القوي لكهنة أمون، ويعتقد البعض الآخر أن مرضعتها كانت زوجة لشقيق الملكة الأم "تي".
آمنت نفرتيتي بزوجها وفكرته العظيمة لإيقاف كهنة أمون واللجوء إلى أتون، وحاربت معه، ومن السنة الخامسة من حكمه حملت لقب نفر نفرو أتون ويعني "جميلة جميلات أتون"، واستمرت تحارب معه في تل العمارنة، وصُوِّرت في المقبرة الملكية بجانبه، بكت حين ماتت ابنتها، مالت على زوجها وقبلته في مناظر لم يعتدها الفن المصري القديم. لقد كانت نفرتيتي وبحق نموذجًا للحياة بالحق كما ذكرت نصوص العمارنة.
يبدو أن المشاكل قد اشتعلت في القصر الملكي في العمارنة بعد زيارة الملكة الأم "تي" حيث اختفت مناظر نفرتيتي مع بناتها في المقبرة الملكية في العمارنة، وإن حملت كل واحدة منهن لقب "المولودة من الزوجة الملكية العظمى".
خرجت نفرتيتي مع ابنتها عنخس إن با أتون وابن زوجها أو شقيقه الأصغر توت عنخ أتون لتربيتهما على نفس قواعد الثورة الدينية الاجتماعية ضد أمون وكهنته، ولا نعرف حتى الآن بشكل مؤكد متى ماتت وأين دُفنت؟
في السادس من ديسمبر عام 1912 عثر عالم الآثار الألماني لودفيج بورخاردت على رأس تمثال من الحجر الجيري للملكة نفرتيتي، وكانت بديعة في ملامحها، انبهر بها الجميع في حينها، ولكن أعلن بورخاردت أن الرأس من الجبس وليست من الحجر الجيري الذي كان يمنع إخراج الآثار المصنوعة منه، وتوجه بالرأس إلى ألمانيا مع بعض قطع الفخار التي خرجت تحت مسمى "الترميم".
حاولت مصر من بعدها أن تعيد الرأس إلى أحضان الوطن الأم واستغلت فترة الحرب العالمية الثانية، وطلبت السلطات المصرية من هتلر، الذي رفض مدعيًا وقوعه في غرام الملكة العظيمة، وتنقلت نفرتيتي بين عدة متاحف حتى استقرت في المتحف المصري في برلين في غرفة منفصلة حبيسة إحدى الفتارين بعيدة عن أرض الوطن.
بدأت منذ سنوات الحملات الشعبية التي تطالب بإعادة الرأس الذهبية (قيمة وليس حجرًا) من برلين، ولازالت مصر تسعى من أجل هذا، ونتمنى أن يكون هناك دور لمنظمة اليونسكو في دعم ومساندة الطلب المصري لتعود الملكة الأم نفرتيتي وليتحقق معنى اسمها "الجميلة أتت".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة