الأحد 19 مايو 2024

عمرو عبد الحميد نائب رئيس الإذاعة ماسبيرو fm فاكهة الإذاعة المصرية

8-3-2017 | 13:03

حوار: هشام الشريف

 

 

عدسة: مصطفى سمك

أخيرا تحقق الحلم الذى انتظره الإذاعيون منذ ٨٢ عامًا وهو إنشاء إذاعة ماسبيرو إف إم بقرار جرىء من صفاء حجازى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ليستعيد من خلالها المستمعون ذكرياتهم، خاصة بعد بثها على القمر الصناعى النايل سات نتيجة النجاح الذى تحقق عبر البث التجريبى، وعلى هذا التقت المصور عمرو عبد الحميد نائب رئيس الإذاعة والمشرف على إنشاء المحطة لنتعرف منه أكثر على ما تحويه هذه الإذاعة من كنوز وبرامج وحوارات ومسلسلات وأغان نادرة، والصعوبات التى واجهته، وكيف تغلب عليها، وسبب اختياره لبعض كبار الإذاعيين لتقديم نشرات الأخبار وإلى نص الحوار.

 

كيف جاءت فكرة إنشاء إذاعة ماسبيرو إف إم؟

الفكرة مطروحة منذ زمن بعيد، حيث كانت تراود كبار الإذاعيين، لأنهم يعلمون جيدًا ما تحويه الإذاعة من كنوز وتراث نادر لا يتواجد فى أى مكان آخر سوى الإذاعة المصرية، وهذا التراث بدأ منذ عام ١٩٣٤ أى منذ نشأة الإذاعة ولكنه لم يتحقق إلا بقدوم الإعلامية صفاء حجازى رئيسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والتى أنشئت قبلها قناة «ماسبيرو زمان» والتى حققت نجاحا متميزا ولاقت صدى الكثير من المشاهدين، مما شجعها على أن تكرر التجربة بالنسبة للإذاعة، لأن عمرها أطول، وبالتالى تراثها أضخم وأكبر، كما أن رئيسة الاتحاد ابنة الإذاعة، وعملت بالبرنامج العام، فهى تدرك قيمة الإذاعة لما تملكه من كنوز ممتعة تسعد المستمع، لذلك تحمست لهذه الفكرة وطلبت من رئيس الإذاعة نادية مبروك أن تقوم بتقديم تصور لهذه الإذاعة، وبعدها عقدت مبروك معى اجتماعًا وطلبت منى عمل تصور لإذاعة تعتمد على التراث وكنت سعيدًا جدا بهذه الفكرة.

لماذا سعدت بهذه الفكرة هل كنت تحلم بعمل إذاعة تقدم التراث؟

سعدت أن رئيسة الإذاعة اختارتنى لعمل مثل هذا التصور، لأنه كانت لى تجارب سابقة فى إذاعة الشرق الأوسط من خلال سهرة إذاعية قصيرة بعنوان «سمعت ده»، حيث نأخذ أحيانا عناوين السهرات من كلام الناس وأخذت هذه الكلمة وقدمتها فى شكل سهرة وهى طبيعة إذاعة الشرق الأوسط وأذكر أننى وجدت حوارًا نادرًا لأم كلثوم والكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل والجميل فى هذا الحوار أن أم كلثوم هى التى كانت تسأل هيكل وهى عملية تبادل المواقع وهذا أعجبني، أيضًا وجدت الموسيقار محمد عبدالوهاب فى برنامج «مكتبة التابعى» يقرأ القرآن، وكذلك برامج منوعة لسمير صبرى وإسعاد يونس ونادية صالح بخلاف برنامجها «زيارة لمكتبة فلان» التى اتشتهرت به وقدمت تلك السهرة على مدى فترات، لذلك كانت سعادتى كبيرة واستقبلت هذا التكليف بفرحة، وأعتقد أن إذاعة «ماسبيرو إف إم» ستكون فاكهة الإذاعة المصرية، فمنذ بدايتى وأنا مذيع صغير أحرص على الاستماع لحوارات الإذاعيين مثل أمين بسيونى مع نزار قبانى وحوارات وجدى الحكيم مع أم كلثوم وعبد الحليم، وهذا التراث من الماس ويكفى أننى سمعت ذات يوم حوارًا بين كروان الإذاعة محمد فتحى وكوكب الشرق أم كلثوم، وعندما طلب منها أن تسمعه بعض أبيات من القصيدة التى ستغنيها سمعت أغرب تعليق منها، حيث قالت له مقدرش أقول أمامك! لأن المذيع كان له قيمة وعظمة، لذلك أشعر بالفخر لانتمائى لتلك الجماعة الإذاعية التى تضم عمالقة أمثال فهمى عمر وفاروق شوشة الذى كان يمتع الناس، فاللغة العربية سلاسل من ذهب على لسان فاروق شوشة وبدأت بعدها أجلس مع الجنود المجهولة فى عالم الإذاعة محمود سالم ومجدى عبدالمؤمن اللذان ساعدانى فى البداية على إضافة حصيلة أخرى من التراث، بخلاف ملف ذاكرتى لتقديم تصور مكتمل، وبالفعل قدمت التصور لرئيسة الاتحاد واقترحت اسم «راديو الذكريات»، لكنها اعترضت على هذا الاسم واستقر الأمر على «ماسبيرو إف إم»، ومن هنا انطلقت إذاعة ماسبير إف إم.

وكيف كان تصورك لانطلاق تلك الإذاعة؟

الإذاعة تحتوى على تراث غير عادى من الأغانى والدراما والبرامج، ومن حظ الإذاعة أن الدراما لا تمسح، فنحن نمتلك تراثًا لا يتصوره عقل وكانه جبل الجليد، وكل ما تسمعه عبر محطات وشبكات الإذاعة المصرية لا يتعدى١ ٪ من التراث الذى تمتلكة الإذاعة، والأغرب أننى اكتشفت أن الفنان إسماعيل ياسين قدم قصة حياته فى مسلسل إذاعى مرتين إحداهما من إنتاج إذاعة الشرق الأوسط، والعمل الآخر من إنتاج شبكة صوت العرب، كما استوقفنى «حديث الأربعاء» لطه حسين بدون تتر، ففكرت فى عمل تتر بداية ونهاية، كما وجدت حوارات نادرة لم يكن لها برامج مثل حوار أم كلثوم وهيكل وياسر عرفات ورشدى أباظة أجراها عمالقة الإذاعة، مثل آمال العمدة وغيرها، فوضعنا تلك الحوارات فى إطار تتر للبداية وآخر للنهاية، وهذه كانت فكرتى عمل برامج نستخدم فيها التراث مثل الفن الشعبى أمثال أبو دراع ومحمد طه وخضرة محمد خضر وجابر أبو حسين وغيرهم، فوضعنا تلك الأغانى من خلال برنامج يحمل اسم «مواويل» تشمل التراث الشعبى النادر الذى ليس له برنامج واكتشفت أن عبدالحليم حافظ غنى تتر برنامج «ساعة لقلبك» الذى كان يقدمه فهمى عمر، لذلك نحن لن نترك شيئا من التراث، سواء دراما أو أغانى أو برامج إلا ونضع له التصور الصحيح.

لماذا لم تطالب كبار الإذاعيين المشاركة فى تقديم تترات بأصواتهم باعتبار أنهم نجوم الإذاعة فى هذه الفترة؟

بالفعل الكل أبدى استعداده بهذه الفكرة، وسيتم الاستعانة بكل الإذاعيين بداية من فهمى عمر وحمدى الكنيسى ونادية صالح بصوتها الكلاسيكى وآخرين، وكلمنى كبار المذيعين ليبلغونى بأرقام شرائط لديهم من فرط سعادتهم بتلك الإذاعة التى طال انتظارها كثيرًا.

ما أهم المعوقات أو الصعوبات التى واجهتك؟

واجهتنى صعوبات كثيرة، خاصة فى نقل التراث نفسه، لأن الشرائط قديمة وتحتاج مزيدًا من الوقت لجمعها على الكمبيوتر، فكان لابد أن نستمع إلى كل الشرائط، رغم ما تحويه من آلاف الساعات من التراث، لأننا حريصون على تقديم هذا التراث للمستمع بشكل جيد.

هل كنت توقع وجود هذا الكم من التراث، خاصة أن عددًا كبيرًا منه خرج بشكل غير قانوني؟

هذا صحيح هناك أشخاص من ذوى النفوس الضعيفة باعوا التراث الإذاعى، ورغم ذلك وجدنا كثيرين لا يفرطون فيه، بل وحريصون عليه بشكل كبير، وأؤكد لك الموجود على اليوتيوب لا يمثل ٪١ من التراث الإذاعى وما لم يسمعه أحد والذى سوف يستمعون إليه على إذاعة «ماسبيرو إف إم»، لذلك الناس خريصة الآن على سماعها من خلال البث التجريبى.