تحتفل الفنانة الكبيرة ماجدة زكي اليوم بعيد ميلادها الـ 67، محتفظة بمكانتها كواحدة من أبرز نجمات الدراما المصرية، صاحبة حضور خاص وأدوار لا تُنسى، ومسيرة ممتدة منذ أواخر السبعينيات، وبين نجاحاتها الفنية المتتالية، تبقى العلاقة الإنسانية التي تجمعها بشقيقها الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، أحد أكثر الجوانب تأثيرًا ودفئًا في حياة الفنانة الكبيرة، إذ تحولت تلك العلاقة إلى قصة سند ووفاء تعكس عمق الروابط الأسرية خلف كواليس الفن.
ولدت الفنانة ماجدة زكي في 12 ديسمبر 1958، وتخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية، لتبدأ أولى خطواتها الفنية من خلال مشاركات صغيرة في مسلسلات مثل أحلام الفتى الطائر عام 1978، ومع مرور السنوات، أثبتت حضورها وقدرتها على التميز، فظهرت في أعمال مهمة منها ليالي الحلمية، رحلة السيد أبو العلا البشري، وعائلة الأستاذ شلش، قبل أن تحقق حضورًا قويًا مع مطلع الألفية من خلال أعمال شهيرة مثل عائلة الحاج متولي، عباس الأبيض في اليوم الأسود، وكيد الحموات، وغيرها من الأعمال التي رسخت اسمها لدى الجمهور.
وعلى مدار مسيرتها الفنية، كان شقيقها الفنان أشرف زكي الحاضر الأكبر في حياتها، علاقة تحمل الكثير من الود والخصوصية، تجلت تلك المحبة في كلمته خلال تكريمه بالمركز الثقافي الروسي، حين وجه إليها رسالة صادقة قال فيها: "أشكر من حملتني وكانت الأم والأخت والصديقة والحبيبة.. أي كلمات قليلة في حق ماجدة زكي"، لم تستطع الفنانة الكبيرة تمالك دموعها بينما كان يتحدث، ليقطع حديثه موجهاً لها الدعوة للصعود إلى المسرح، وتلتحق به زوجته الفنانة روجينا أيضًا، قبل أن يضيف وسط تصفيق الحضور: "يا بختي ويا حظي إن معايا سند زي ماجدة زكي وروجينا.. كتير قالوا إني متسامح، لكن ماجدة لا تتسامح مع أي حد عمل فيّا حاجة".
وبعد التكريم، تحدثت ماجدة زكي عن شقيقها في لحظات مؤثرة، وقالت وهي تبكي: "مبروك عليّا تكريمك يا أشرف، حقيقي أشرف يستاهل أكتر من كده، أشرف ده كل حاجة، كان غالي أوي عند المرحومة أمي.. إحنا كنا 3 بنات وولد، ولما يدخل البيت يبقى في تعظيم سلام.. واحدة تلبسه البيجاما، وواحدة تجيب له الشبشب، وواحدة تحضر له الأكل، وأنا كنت بجيب الأكل لأني تخينة شوية".
وتابعت وهي تزداد تأثرًا: "أشرف ده ابني وأخويا وسندي وعوضي.. لما ماما توفت ربنا حط جوايا قلب الأم ليه، ومعايا أول ما يشوف رقمي يرد يقول: ألو إنتي كويسة؟ أولادك كويسين؟.. وأنا مسمياه (أشرف أكلمك بعدين)".
وفي أحد اللقاءات التليفزيونية ببرنامج أنا وبنتي عام 2018، تحدثت الفنانة روجينا عن علاقتها بماجدة زكي، مؤكدة أنها تعتبرها الأم الثانية، وأن حب ماجدة لأشرف جعلها في بداية زواجها تشعر بغيرة طريفة من العلاقة القوية بين الشقيقين.
وقالت: "كنت بحس إن جوزي مصاحب عليّا واحدة من كتر مكالمتهم".
وعندما سُئلت عن انحياز ماجدة خلال خلافات الزوجين، قاطع أشرف الإجابة قائلاً: "في صفي.. هي ماشية بمبدأ انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، لتضيف روجينا: "حتى لو أشرف غلطان.. تيجي تقولي هو غلطان وأنا بهدلته، وفي النهاية تقولي يلا قومي صالحيه".
مشاهد التأثر بين الشقيقين تكررت في أكثر من مناسبة، ومنها حفل افتتاح الدورة 37 من مهرجان المسرح العربي، حين سجد أشرف زكي على خشبة المسرح تأثرًا، بينما ظهرت ماجدة خلفه تبكي فخرًا وفرحًا بإنجازاته.
ومؤخرًا، وخلال تكريم جديد ضمن فعاليات الدورة الأولى من مهرجان الفضاءات المسرحية المتعددة، بكت ماجدة زكي مجددًا أثناء عرض فيديو تتحدث فيه عن شقيقها، وقالت: "أشرف بالنسبة لي السند.. الحيطة اللي الواحد يبقى مطمن إنها موجودة.. أمي كانت دايمًا تدعيله ربنا يحبب فيك خلقه، والقدر خلا اللي اتخدم من العيلة يبقى هو اللي بيخدم الناس كلها".