تحدّث علي ناصر محمد، رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق، عن علاقات الجنوب مع دول الخليج، مؤكدًا أنها كانت شبه منقطعة ومتوتّرة، قائلا إنه بادر إلى زيارة السعودية رغم سوء العلاقات، حيث استُقبل على أعلى المستويات من الملك خالد وولي العهد آنذاك الأمير فهد، وبقية الأسرة المالكة، لكنه أشار إلى أن الزيارة أثارت اعتراض بعض الأطراف داخل الجنوب: "كانت هناك جماعات غير راضية عن زيارتي للسعودية والخليج، وقالوا إن هناك قاعدة عسكرية كوبية في عدن، فقلت لهم: تفضلوا، خذوا الطائرة وتأكدوا، لا توجد قواعد كوبية ولا سوفيتية في عدن، نعم كانت لدينا علاقات مع السوفيت، لكننا لا نريد أي وجود أجنبي".
وأضاف خلال لقاء مع الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، في برنامج "الجلسة سرية"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أنه أكد للجانب السعودي خلال لقائه بهم أن بلاده تنشد السلام ولا تريد الحرب، وتسعى إلى تحقيق الاستقرار في اليمن والمنطقة، موضحا أن حدود الجنوب مع السعودية كانت أطول من حدود صنعاء معها، إذ تبلغ نحو 1200 كيلومتر، ما يجعل الحفاظ على علاقات مستقرة ضرورة استراتيجية.
وأشار إلى أنه زار الشيخ زايد في الإمارات، كما زار البحرين وقطر والكويت، مؤكدًا أنه عمل على بناء علاقات إيجابية في نهاية المطاف مع سلطنة عمان، وتحدث عن خلفية التوتر السابق حين كانت الجبهة الشعبية لتحرير ظفار ثم تحرير عمان، حيث تدرجت، مشيرًا إلى أن مدير مكتب الجبهة في القاهرة آنذاك كان يوسف بن علوي — الذي أصبح لاحقًا وزير خارجية عمان.
وقال إنه أجرى حوارًا مع السلطان قابوس، الأمر الذي أدى إلى تطبيع العلاقات، رغم اعتراض بعض الأصوات في الداخل، مضيفا أن الجبهة الشعبية انهارت عام 1975 بعد تدخل إيران وقوى أخرى، ما اضطر البعض من الجبهة الشعبية للعودة إلى عمان، وأصبحوا سفراء ووزراء ورجال مال وأعمال.