السبت 13 ديسمبر 2025

مقالات

إقبالك على الله.. منحة ونعمة

  • 12-12-2025 | 21:29
طباعة

إذا وجدت أن روحك تتوق للإقبال على الله؛ فاعلم أن الله وحده هو من جلب لك هذا الشعور وحببه إليك، فالإقبال عليه -جل جلاله- نعمة كبرى ونعيم لا يدانيه نعيم فوق هذه الأرض، عطاء جزيل واجتباء لبعض الوقت، منحة تستوجب كل الحمد والشكر.

إنها دعوة عاجلة موجهة إليك، رجاء لك بأن تهجر كل زخارف الدنيا وزينتها لتنعم بقرب رب معين قوي، إنها إشارة تحبب إليك الاقتراب منه والاستعانة به، فهو من خلقك، من سواك وعدلك، نصيحة تبلورت في ثوب دعوة فدعتك للقائه ولحسن التوكل عليه، همسة خافتة تنتظر منك أن تتقدم، فلا تتأخر. اخرج من ظلام نفسك وفوضاها اللا نهائية واطرق باب من دعاك لحضرته، اعتمد على من ألهمك بعظمته أعظم معاني الرضا، التحمل والصبر.

عندما تجد نفسك تشتاق للإقبال على الله بكل طاقتها، تكاد أن تنزع عنك قيد استعبادك لهوى نفسك، فاعلم أن الله يريد أن يحررك من سجن نفسك، يحول بينك وبين أهواء تود أن تلحق بك من أجل إغوائك، تذكر أن رحمته قد شملتك، باركتك، قم وسارع إليه قبل أن يقل شعورك بالإقبال أو يفتر، تحرر من قيد ضعفك واستقي من قوته ما يضمن لك عدم اللهاث خلف كل أمر يباعد بينه وبينك، ترقب ميلادك الجديد واحتفي به فاليوم يومك، واللحظة لحظتك.

كن كما يحب الله أن يراك عبدًا طائعًا، متواضعًا مجردًا من كل زهو أو كبر، ستجد قلبك بنقائه يترجم إشارات ربك يشعر بها، ينفذها على الفور، يخبرك أنت وبكل صدق أنه لا ملجأ منه إلا إليه، عد إليه عودة كاملة بكامل روحك وسوف تربح، اترك التعلق بما وبمن هو دون الله، لا تغفل عن الإقبال نحو باب توبة تنتظرك.

تقدم بإيمان، بثبات، هيا اقترب لتتخلص من كل هم أرهقك ومن كل حزن أصابك، دع كل أفكارك السيئة جانبًا، واترك شأن حياتك لمن خلقك وتكفل بك. احذر من كل لحظة يأس قد تتجرأ محاولة النفاذ إليك، تبث روح قنوطها في روحك أنت بهدف الإجهاز عليك، تود أن تحدد إقامتك في ذلك الركن المظلم من نفسك الجانب الخفي غير المعلن.

فضلًا، لا تمكنها من إتيان كل ذلك، اقترب أكثر واحرمها مما خططت له من قبل، فهى ومهما تعاظمت لن تتمكن من النيل منك ما دمت في حضرة رب كريم وفي معيته تذكره وتستغفره.

الاكثر قراءة