قد يبدو التفكير المستمر علامة على الحرص والاهتمام، لكنه لدى كثير من النساء يتحول إلى عبء ذهني يرهق العقل ويستنزف الطاقة دون وعي بخطورته الحقيقية، لأنه لا يظهر فجأة، بل يتسلل تدريجيًا مع تراكم المسؤوليات والضغوط النفسية، ليؤثر على التركيز والذاكرة وسلامة اتخاذ القرار، وفي السطور التالية، نكشف كيف ينشأ هذا النمط من التفكير، وتأثيره على العقل، وأبرز الخطوات العملية للتعامل معه بهدوء ودون جلد للذات، وفقًا لما نشره موقع Times of India.
لماذا ينزلق العقل إلى التفكير المفرط؟
نادرا ما يبدأ التفكير المفرط كمشكلة واضحة، بل يتسلل بهدوء من باب الحرص والانتباه، إذ يحاول العقل حماية صاحبه من الخطأ أو الخسارة من خلال إعادة تحليل المواقف، ومراجعة التفاصيل، واستباق النتائج. لكن مع غياب اليقين، يظل الدماغ عالقا في نفس الفكرة، وكأن التكرار سيمنحه شعورا بالأمان.
حيث تشير الأبحاث إلى أن الدماغ يكره النهايات المفتوحة. وعندما تبدو الإجابات غير مكتملة، يستمر العقل في تكرار الفكرة نفسها. وتبقى هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول، مرتفعة خلال هذه العملية.
كيف يغير التفكير المفرط أنماط التفكير بهدوء؟
التفكير المفرط يضيق الأفق الذهني، فبدلا من رؤية الصورة كاملة، يركز العقل على زاوية واحدة فقط، غالبا تكون الأكثر قلقا قد تقل القدرة على اتخاذ القرار، وتصبح الأمور البسيطة معقدة، ويزداد التردد حتى في اختيارات يومية عادية، كما يؤثر التفكير الزائد على الذاكرة والتركيز، ويجعل المشاعر أكثر حدة، حيث يبدأ الشخص في جلد ذاته، وتفسير المواقف بشكل سلبي، وكأن العقل يعيد كتابة الواقع بلغة أكثر قسوة.
انتبهي لإشارة الجسد قبل الفكرة:
قبل أن تدرك أنكِ تفكرين أكثر من اللازم، يكون الجسد قد أرسل إشارات واضحة، مثل شد في الكتفين، ضيق في التنفس، صداع متكرر، أو توتر في الفك، فتجاهل هذه العلامات يسمح للأفكار بالتصاعد، لذا الانتباه إلى الجسد في هذه المرحلة مهم جدا، مجرد التوقف لدقيقة، والتنفس بعمق، أو إرخاء العضلات، قد يكون كافيا لخفض حدة التفكير قبل أن يتحول إلى دوامة كاملة.
تهيئة "مساحة للتفكير" بدلاً من فرض الصمت:
أن مجرد محاولة إيقاف التفكير بالقوة غالبا ما يأتي بنتائج عكسية، فالأفضل هو منح العقل مساحة محددة للتفكير، خصصي 15 دقيقة يوميا لمراجعة ما يشغلك، ثم عودي لحياتك، هذا الأسلوب يمنح العقل شعورا بالأمان، ويمنعه من اقتحام يومك بالكامل ، ومع الوقت يتعلم الدماغ أن القلق له وقت محدد، وليس حالة دائمة.
غير السؤال، لا الموقف:
يزدهر التفكير المفرط بأسئلة "ماذا لو" التي لا تنتهي، و يُغيّر التركيز على "ما هو تحت السيطرة الآن" مسار التفكير، مما يُنشّط قشرة الفص الجبهي، مركز اتخاذ القرار في الدماغ، و تُخفّف الأسئلة العملية من الضغط النفسي، حتى الخطوات الصغيرة، ككتابة سطر واحد أو إرسال رسالة واحدة، تُكسر هذه الحلقة المفرغة.