دعا الأمين العام السابق للأمم المتحدة "بان كي مون" إلى إصلاح جذري لمجلس الأمن وآلية اختيار الأمين العام، محذرا من أن غياب الإصلاح، واستمرار شلل المجلس أمام النزاعات الكبرى، يهددان بانزلاق الأمم المتحدة نحو فقدان تأثيرها.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، دعا الأمين العام السابق أعضاء مجلس الأمن إلى استذكار الماضي، حين اختار المجلس، رغم التنافس الشديد وانعدام الثقة، قادة قادرين على توجيه العالم بعيدا عن الكوارث نحو تعاون فعّال، جاءت هذه الدعوة خلال نقاش مفتوح عقده مجلس الأمن، حول "القيادة من أجل السلام".
وحذر "بان" - العضو الفخري الحالي في مجموعة الحكماء - من أن الأوضاع العالمية قد تدهورت منذ مغادرته منصبه في نهاية عام 2016، إذ اتسمت بتفاقم المواجهة بين القوى الكبرى، وتآكل التعددية، والنزاعات التي لا يزال المدنيون يدفعون ثمنها الأكبر.
وقال "بان" أمام المجلس: "هذا الوضع المخيب للآمال للغاية يتسم بالمواجهة بدلا من التعاون بين القوى الكبرى"، مشيرا إلى الحرب في أوكرانيا، والخسائر الفادحة في صفوف المدنيين في غزة، وتراجع التعاون الدولي، في الوقت الذي تتسارع فيه أزمة المناخ العالمية.
وأكدأن الأزمة الشاملة لا يمكن فصلها عن إخفاقات مجلس الأمن نفسه. وقال: "إن فشل مجلس الأمن المستمر في أداء مهامه على النحو الأمثل هو السبب الأشد خطورة"، مسلطا الضوء على الاستخدام المتكرر لحق النقض (الفيتو) من قبل الأعضاء الدائمين "لحماية أنفسهم وحلفائهم ووكلائهم من المساءلة".
وحذر "بان كي مون" من أنه بدون إصلاحات جادة، سيبقى المدنيون بلا حماية، وسيستمر الإفلات من العقاب. وأضاف: "بدون ذلك، تُخاطر الأمم المتحدة بالانزلاق نحو الانهيار أو التهميش".
ودعا "بان كي مون" إلى ولاية واحدة غير قابلة للتجديد مدتها سبع سنوات لتعزيز استقلالية المنصب.
وقال إن الممارسة الحالية المتمثلة في فترتين - مدة كل منهما خمس سنوات - تجعل الأمناء العامين "يعتمدون بشكل مفرط على الأعضاء الدائمين في هذا المجلس لتمديد ولايتهم"، على الرغم من أن هذا الترتيب يُعدّ عرفا وليس شرطا من شروط ميثاق الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن "للجمعية العامة سلطة تحديد شروط التعيين نفسها"، وحثّ الدول الأعضاء على استخدام هذه السلطة لتمكين قائد الأمم المتحدة القادم بشكل كامل.
الجدير بالذكر أن ولاية الأمين العام الحالي "أنطونيو جوتيريش" الثانية تنتهي بنهاية العام المقبل، وقد بدأت بالفعل عملية الاختيار الرسمية. في نوفمبر، أطلق رئيسا الجمعية العامة ومجلس الأمن العملية معا، تماشيا مع قرار الجمعية العامة 79/327، الذي يؤكد على الشفافية والشمولية.
وبموجب الإجراء المتبع، يتم ترشيح المرشحين من قبل الدول الأعضاء أو المجموعات، ويُطلب منهم تقديم بيان رؤية وسيرة ذاتية وإفصاحات عن تمويل حملاتهم الانتخابية. ويعقد رئيس الجمعية العامة حوارات تفاعلية تُبثّ علنا مع جميع المرشحين، مع الحرص على التواصل الوثيق مع الدول الأعضاء طوال العملية.
وحتى منتصف ديسمبر الجاري، لم تُرشّح الأرجنتين سوى رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة الرقابية النووية التابعة للأمم المتحدة.