الثلاثاء 23 ديسمبر 2025

تحقيقات

ما بعد غزة.. إسرائيل تستعد لمواجهة جديدة مع إيران

  • 23-12-2025 | 12:01

صورة من حرب 12 يومًا

طباعة
  • محمود غانم

بُعيد توقف حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، يبدو أن إسرائيل تتحضّر لجولة جديدة من الصراع مع طهران، على غرار ما حصل في حرب الأيام الـ12 منتصف العام الحالي، حيث يستهدف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الحصول على ضوء أخضر للقيام بذلك خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

جولة مع طهران

يعرض رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في لقائهما المقرر في 29 ديسمبر الجاري، معلومات استخباراتية تتعلق بإيران وحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، في محاولة لإقناعه بخطورة ما تعتبره تل أبيب تسارعًا في إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية، وأملًا في الحصول على موافقة بشن ضربة إسرائيلية منفردة على طهران.

وجاء ذلك وفق ما أوردته صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية عن مصادر، اعتبرت حصول نتنياهو على الإذن إنجازًا كبيرًا، في ظل إدراك إسرائيل أن الولايات المتحدة لا ترغب بالانخراط المباشر في مواجهة عسكرية جديدة.

وذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية أن المعلومات الاستخباراتية تتضمن ملفًا شاملًا يركز على تجديد البرنامج النووي الإيراني، وتطوير الصواريخ الباليستية، ونشاط الحرس الثوري الإيراني، ودعم وتمويل الإرهاب عبر «أذرع إيران» في المنطقة، على حد قولها.

بيد أن الأهداف الإسرائيلية من خلال شن هذه العملية العسكرية تذهب إلى أبعد من ذلك، إذ تستهدف إسقاط النظام الإيراني، باعتبار أن هذا هو الحل الجذري لإنهاء الحروب في المنطقة، طبقًا للمصدر ذاته.

وقبل ذلك، ذكرت شبكة «NBC News» الأمريكية أن المسؤولين الإسرائيليين باتوا أكثر قلقًا إزاء توسّع إيران في إنتاج الصواريخ الباليستية ضمن برنامجها الصاروخي، وهو البرنامج الذي تضرّر جزئيًا نتيجة ضربات عسكرية إسرائيلية نُفذت في وقت سابق من هذا العام.

وحسب ما أوردته الشبكة عن مصادر، فإن نتنياهو سيسعى إلى إقناع ترامب بأن زيادة وتيرة إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية تشكّل تهديدًا قد يستدعي تحركًا سريعًا.

وسيؤكد نتنياهو لترامب، وفق المصدر ذاته، أن التحركات الإيرانية لا تشكّل خطرًا على إسرائيل وحدها، بل تمثل تهديدًا أوسع للمنطقة بأسرها، بما في ذلك المصالح الأمريكية.

وتتزايد المخاوف لدى «تل أبيب» من هجوم إيراني وشيك؛ فقد نقل موقع «أكسيوس» الأمريكي عن مصادر أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير أبلغ القيادة الوسطى الأمريكية، خلال لقاء الأحد، قلق بلاده من المناورة الصاروخية الإيرانية الأخيرة، محذرًا من أن هذه التحركات قد تكون غطاءً لهجوم مفاجئ.

وفي تصريحات له أمس، أقرّ نتنياهو بأن برنامج إيران النووي سيكون أحد الملفات التي سيناقشها مع ترامب، إلى جانب المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وفي 13 يونيو 2025، شنّت إسرائيل، بدعم أمريكي، عدوانًا على إيران بهدف تدمير المنشآت النووية الإيرانية كهدف مُعلن، وإسقاط النظام الإيراني كهدف ألمحت إليه، في عملية حملت اسم «الأسد الصاعد»، اغتالت ضمنها علماء نوويين وقادة عسكريين كبارًا.

وفي المقابل، أطلقت طهران مساء اليوم ذاته عملية «الوعد الصادق 3»، التي هاجمت فيها أهدافًا استراتيجية في إسرائيل بعشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة.

واستمرت المواجهة بين الجانبين 12 يومًا، قبل أن تنتهي بموجب وقف لإطلاق النار أعلنه الرئيس الأمريكي بعد أن قامت بلاده بمهاجمة مفاعلات نووية إيرانية.

الاكثر قراءة