تتواصل محاضرات الأسبوع الثاني للمجموعة الثالثة من برنامج "تنمية مهارات مديري المواقع الثقافية"، الذي يقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، في ضوء خطة الوزارة الهادفة إلى رفع كفاءة مديري المواقع الثقافية وتمكينهم من تخطيط وتنفيذ أنشطة ثقافية تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وبدأ اليوم بمحاضرة بعنوان "أهمية تفعيل دور التكنولوجيا في مجال التسويق الثقافي"، قدمتها د. هالة السيد، مدرس بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وناقشت خلالها مفهوم التسويق الثقافي مشيرة إلى أنه يعتمد على الاستفادة من العادات والتقاليد والقيم والمعتقدات والمناسبات الخاصة بكل ثقافة، لتصميم حملات ورسائل تسويقية مخصصة ومؤثرة.
وأضافت "السيد" أن جوهر عملية التسويق يتمثل في توجيه رسالة محددة لمجموعة تنتمي إلى شريحة ثقافية بعينها، يستند فيها بهدف تحقيق تواصل فعال وإقناع المتلقي بالمنتج أو الخدمة.
كما تحدث عن ارتباط مصطلح التسويق الثقافي بمفهوم الصناعات الثقافية التي تعد حاملة للهوية والقيم والدلالات، وفي الوقت ذاته عاملا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، يستوجب صون التنوع الثقافي وتعزيزه.
واختتمت حديثها مؤكدة أهمية الفهم الدقيق للثقافة وسبل التواصل مع الجمهور، مع وضع استراتيجيات تسويقية فعالة لدعم التسويق الثقافي، والمتابعة المستمرة بشفافية تامة لرصد المتغيرات، خاصة في ظل الطفرة المعلوماتية والتقدم التكنولوجي، وزيادة الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث.
وتواصلت فعاليات اليوم مع محاضرة بعنوان "أهمية الثقافة التشاركية في التعبير عن التغير المجتمعي"، قدمتها د. سماح سالم، مدير مركز رصد لدراسة المشكلات، وتناولت خلالها مفهوم الثقافة موضحة أنها أدوات تعبير تمكّن الأفراد والمجتمعات من نقل الأفكار والمشاعر والقيم والهوية، من خلال الموسيقى والرقص والمسرح والفنون البصرية والاحتفالات، بما يسهم في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الفهم المتبادل.
كما تطرقت إلى مفهوم الثقافة التشاركية ودورها في نقل الهوية والقيم من جيل إلى آخر، وتعزيز الشعور بالانتماء، مشيرة إلى أنها تمثل محركا أساسيا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، من خلال خلق فرص تسهم في دعم الناتج المحلي الإجمالي، خاصة في القطاعين الثقافي والإبداعي.
البرنامج التدريبي تنفذه الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين، برئاسة أميمة مصطفى، ويشمل محاضرات نظرية وورشا تطبيقية وتستمر فعالياته حتى 1 يناير المقبل، وذلك لعدد من مديري القصور والبيوت والمكتبات الثقافية العاملين بإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي وفروعه، إلى جانب ثقافة الدقهلية، وعدد من مديري المواقع بقطاع الفنون التشكيلية.