استقبلت دول جنوب المحيط الهادئ، وفي مقدمتها نيوزيلندا وأستراليا، عام 2026 بعروض واسعة من الألعاب النارية، لتكون أول مناطق العالم التي تدخل العام الجديد، وذلك وسط أجواء احتفالية اختلطت بإجراءات أمنية مشددة، خاصة في المدن الأسترالية الكبرى.
ودقت ساعة منتصف الليل في نيوزيلندا إيذانًا ببدء عام 2026، حيث شهدت مدينة أوكلاند عرضًا للألعاب النارية أطلق من برج "سكاي تاور"، أطول مبنى في البلاد، رغم تساقط الأمطار.
واستمر العرض نحو خمس دقائق، وتضمن إطلاق نحو 3500 لعبة نارية من عدة طوابق في البرج، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 240 مترًا، وسط حضور آلاف المحتفلين. وفي المقابل، ألغيت فعاليات مجتمعية أصغر في عدد من مناطق الجزيرة الشمالية، مساء الأربعاء، بسبب توقعات بسوء الأحوال الجوية، بحسب تقرير لشبكة "سي.بي.إس." الاخبارية.
كما شهدت مدينة كرايستشيرش تجمع الآلاف في متنزه "هاجلي بارك" لمتابعة عروض الألعاب النارية التي أضاءت سماء المدينة احتفالًا بقدوم العام الجديد.
وفي أستراليا، استقبلت مدن الساحل الشرقي عام 2026 بعد نيوزيلندا بساعتين، حيث أقيمت الاحتفالات في مدينة سيدني وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، في أعقاب هجوم مسلح استهدف احتفالًا بعيد «حانوكا» في منطقة بونداي بيتش يوم 14 ديسمبر الجاري، وأسفر عن مقتل 15 شخصًا، في هجوم وصفته السلطات بأنه عمل إرهابي معاد ذو صلة بتنظيم "داعش" الإرهابي.
ونشرت السلطات أكثر من 2500 من أفراد الشرطة لتأمين محيط ميناء سيدني، الذي يُعد مركز احتفالات رأس السنة، وشوهد عدد من عناصر الأمن وهم يحملون أسلحة آلية بشكل علني، في مشهد نادر في المدينة.
ورغم الأجواء المشحونة، احتشد آلاف المواطنين والزوار على الواجهة البحرية لمتابعة عرض الألعاب النارية الذي تركز حول جسر ميناء سيدني ودار الأوبرا الشهيرة.
وقبل منتصف الليل بساعة، وقف الحضور دقيقة صمت إحياءً لذكرى ضحايا الهجوم، ودعي المشاركون إلى إضاءة هواتفهم المحمولة تعبيرًا عن التضامن مع الضحايا في البلاد.
بدوره، قال رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، إن السلطات حرصت على عدم السماح للخوف بتغيير نمط الحياة في سيدني، مؤكدًا أن تقليص الاحتفالات كان سيُفسَّر باعتباره "انتصارًا للتطرف".
وأضاف مينز: أن أستراليا "لن تُرهب ولن تتراجع أمام مثل هذه الأعمال الإجرامية"، داعيًا المواطنين إلى إظهار التماسك المجتمعي في مواجهة الإرهاب.