التقت أمس الخميس سارة عيد نائب مساعد وزير المالية للسياسات
المالية الكلية ومنسق عام مبادرة الشفافية بمجموعة من الإعلاميين والصحفيين الاقتصاديين
ضمن فعاليات دورة الكاتب الصحفي سعيد سنبل التدريبية التي ينظمها المجلس الأعلى لتنظيم
الإعلام بالتعاون مع إدارة البورصة المصرية ، في محاضرة بعنوان (نظرة عامة عن الاقتصاد
ورؤية مستقبلية لما بعد الإصلاح الاقتصادي) ، وذلك بمقر مركز التدريب والدراسات الإعلامية
بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
وتناولت سارة عيد مقدمة عامة عن الاقتصاد ودور كل من السياسة
المالية والنقدية وأهمية التنسيق بينهما عند اتخاذ إجراءات الإصلاح الاقتصادي ، كما
تناولت أهم عناصر البرنامج وأهم التحديات التي يواجهها ، وكذلك نقاط القوة وما تم تنفيذه
حتى الآن ، وأثر الإجراءات الاقتصادية على المواطن المصري ، بالإضافة إلى بوادر التعافي
بالأرقام والنور في نهاية النفق المظلم.
وتطرقت نائب مساعد وزير المالية للحديث عن برنامج عمل وزارة
المالية في إطار مبادرة الشفافية والإفصاح المجتمعي ، وأشارت إلى أهداف هذه المبادرة
التي تتضمن رفع وعي المواطن برؤية الدولة وأهداف وزارة المالية في النمو والتشغيل والحماية
الاجتماعية ، وذلك من خلال موقع تفاعلي يشمل نشر البيانات والمعلومات في الوقت المحدد
وتفاعل المواطنين من خلاله عن طريق استطلاعات الرأي المختلفة.
وعن أهم الأهداف التي يمكن تنفيذها على المدى المتوسط ، أكدت
عيد على زيادة التفاعل في الاتجاهين وأخذ وجهات نظر المواطن في الاعتبار من خلال عقد
لقاءات مع أكاديميين وممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني غير الحكومي ، بالإضافة
إلى أصحاب الفكر والثقافة باعتبارهم الموجه للرأى العام ، وتوسيع دائرة الحوار المجتمعي
لتشمل المحافظات ، وذلك بالتنسيق مع باقي الوزارات الأخرى المعنية ومنها وزارة التخطيط
والمتابعة والإصلاح الإداري والمعنية بدراسة الخطة الاستثمارية ، فضلا عن التعاون مع
شركاء النجاح من منظمات المجتمع المدني وأساتذة الجامعات وأعضاء المشروعات على أرض
الواقع وبرلمانيين.
أما عن أهم الإجراءات على المدى الطويل ، خلال الثلاث سنوات
، فأشارت إلى أهمية تفعيل أدوات للرقابة من خلال التعاون مع الجهات غير الحكومية في
تحسين الخدمات الحكومية بالإمكانيات المتاحة للمجتمع المدني، وأوضحت أنه من بعض الأفكار
الجاري بحثها في هذا السياق العمل على تطبيق "ميثاق المواطن" ، وهي آلية
جديدة تتيح للمواطن المستفيد من الخدمة المشاركة في صياغة ووضع قواعد ومعايير جودة
الخدمات الحكومية المقدمة له لضمان تلبية رغبات المواطن ، بالإضافة إلى تطبيق موازنة
الأداء ونظم الموازنة المفتوحة التي تعمل على تصنيف الإيرادات والمصروفات وفقا لبرامج
محددة لها أهدافها والتكاليف الخاصة بها والتي تمكن الدولة من تحقيق الاستغلال الأمثل
للموارد للحيلولة دون الإهدار ، وضمان أن أوجه الإنفاق تذهب إلى مساراتها السليمة ،
لافتة إلى العلاقة الوثيقة بين الشفافية والموازنات التي تراعى الأبعاد الاجتماعية.
وفي نهاية اللقاء ، أكدت سارة عيد على أهمية إلمام الإعلاميين
العاملين في المجال الاقتصادي بكافة الإجراءات التي تتخذها وزارة المالية من أجل النهوض
بالوضع الاقتصادي للدولة ولنقل وتوصيل الصورة الصحيحة للمواطن المصري ووضع كافة الحقائق
أمامه ، مشيرة إلى أنه لا يمكن تحقيق التقدم وإنجاح السياسات الحالية بدون تواصل وتفاعل
وتكاتف كافة أطياف المجتمع ، ومن هنا تأتي أهمية مبادرة الشفافية خاصة أن زيادة الثقة
والمصداقية سوف يكون لها مردود كبير على معدلات الالتزام الضريبي والادخار في القطاع
المصرفي مما سيعود بالنفع على النمو الاقتصادي وزيادة النشاط الاقتصادي ككل.