جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الوزير اليوم الاثنين خلال أعمال فعاليات اليوم الثاني من ندوة مبادرة "مصر أمانة بين يديك" التي تنظمها الوزارة بمحافظة المنيا بالتنسيق مع أربع نقابات عمالية ، بمشاركة ممثلي عمال وأصحاب أعمال 41 شركة ، وبحضور رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية والكهربائية والمعدنية ونائب رئيس اتحاد عمال مصر خالد الفقي ، ووكيل الوزارة لعلاقات العمل محمد عيسى ، ومدير مديرية القوى العاملة بالمحافظة علاء ناصف ، ونواب البرلمان ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، وكبار المسئولين بالمحافظة.
وأشار الوزير إلى أنه بعد إجراء المرحلة الأولى من الانتخابات النقابية العمالية بمواقع العمل المختلفة ، سيتم تدريب القيادات العمالية التي سوف تفرزها هذه الانتخابات للنهوض بالتنظيم النقابي المصري، ليتعامل مع كل المنظمات النقابية العالمية ومع الاتفاقيات الدولية ليكون على دراية كاملة بمعايير العمل الدولية والاتفاقيات التي صادقت عليها مصر.

وأكد أن مصر تشهد عهدًا جديدًا ينطلق بها لآفاق أرحب في جميع المجالات ويحولها إلى قبلة لجذب الاستثمارات المالية العربية والدولية ويدفع بعجلة التنمية الصناعية والسياحية والتعدينية والعمرانية والزراعية في توقيت واحد بمعدلات وسرعة تنفيذ غير مسبوقة ، مشيرا الى أن عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي جدير بأن يُطلق عليه عهد المشروعات القومية العملاقة نتيجة عدد المشروعات الكبرى التي تم تدشينها منذ توليه المسئولية.
وأوضح الوزير أن كل ذلك يتم في إطار خطة قومية شاملة تضم عددًا من المشروعات القومية الكبرى، مشددًا على أن هذا الجهد التنموي الضخم يواكب جهودا كبيرة لتحسين خدمات الصحة والإسكان والتعليم تتجسد بوضوح في مشروع الإسكان الاجتماعي ومحور قناة السويس والمشروعات اللوجستية التي تعتمد على استغلال البضاعة المارة في القناة السويس في إنشاء هذه الكيانات وربط سيناء بمصر عن طريق التنمية من خلال المشروع ، بالإضافة إلى الأنفاق التي تم افتتاحها والجاري إنشاؤها.

وأشاد سعفان بعمال مصر ، مؤكدًا أنهم سبب التنمية الحقيقية التي بها سيُبنى الوطن وينتقل إلى أفضل وضع ممكن ، منوهًا بأن مصر بدأت منذ سنوات في طريق الإصلاح ولن يوقفها أي عائق ، لافتًا إلى أن هناك مؤشرات حقيقية على أرض الواقع تؤكد أن القادم أفضل ، منوهًا بأن "انخفاض معدل البطالة من 13.5% في عام 2015 إلى 11.9% في عام 2017 هو أحد تلك المؤشرات التي تؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح".

وأشار إلى التضحيات التي قدمها المواطن المصري بتحمله القرارات الاقتصادية التي صدرت في نوفمبر عام 2016 ، مما يدلل على حب المصريين لبلدهم واستعدادهم بالتضحية بكل غالي ونفيس ، موجهًا التحية إلى الأم المصرية وأسر شهداء الوطن الذين قدموا حياتهم فداء لمصر في سبيل القضاء على الإرهاب الأسود ، مؤكدًا أن مصر استطاعت أن تنوب عن العالم في محاربة الإرهاب، معربًا عن ثقته بأن القوات المسلحة والشرطة المصرية ستردع هذه الجماعات الإرهابية ومن يقف وراءها.

وتطرق إلى أهمية الحوار المجتمعي في تحقيق مناخ عمل مستقر ، قائلًا: "إننا لن نتوقف عن إجراء هذا الحوار بين أطراف العملية الإنتاجية الذي من خلاله يكون التواصل المباشر بين جميع الأطراف واستعراض أية مشكلات تقف أمام سير العمل".
وكلف الوزير مدير مديرية القوى العاملة بالمنيا بعقد جلسات مستمرة مع جميع الأطراف لتحقيق التواصل المستمر ومنع وقوع أية مشكلات في مناخ العمل، مطالبًا العمال بتعظيم قيمة العمل وعرض مطالبهم بكل شفافية ، مشددًا على أهمية عدم تعطيل الإنتاج أو إيقاف أية ماكينات ، مشيرًا إلى أن الوطن يحتاج إلى استغلال كل ثانية لصالح الإنتاج.

وأكد حرصه على التعاون دائمًا مع نقابات عمال مصر ، مشددًا على ضرورة الانتهاء من قواعد البيانات للحركة العمالية الخاصة باللجان النقابية والنقابات العامة في أقرب وقت ، مشيرًا إلى دور النقابات العمالية في دفع العمال لريادة مرحلة النهوض الاقتصادي والاجتماعي الذي لن يتم إلا بأيدي عمال مصر، فضلًا عن دور النقابات في المساعدة على تحقيق الاستقرار في العمل.

من جانبه ، أكد خالد الفقي حرص الوزير على زيارة جميع محافظات مصر والتواصل المباشر مع العمال في مواقع العمل، مقدمًا له الشكر على إطلاق مبادرة "مصر أمانة بين يديك" في المنيا التي تعد محافظة البناء والتنمية ، مشددًا على أن عمال مصر على قدر المسئولية المنوطة بهم تجاه الوطن ، وأنهم قادرون على تحدي جميع الصعاب والمشاركة بإيجابية في رفع شأن مصر وزيادة الإنتاجية لتكون مصر في مكانتها التي تستحقها.

وفي السياق ذاته ، قدم علاء ناصف الشكر للوزير على الجهد المبذول وحرصه على الوجود المستمر بين العمال ، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى توعية العمال بحقوقهم وواجباتهم مما يحقق تحسين الإنتاج وزيادة القدرة التنافسية لمصر.