السبت 18 مايو 2024

الفنانة السورية سعاد مردم بك في معرضها : لوحاتى مستقاة من خيالى والفن لغة عالمية

9-3-2017 | 10:10

حوار: طاهــر البهــي

أقامت الفنانة التشكيلية سعاد مردم بك مؤخرا، معرضها الفنى فى إحدى قاعات حي الزمالك، بحضور عدد من الفنانين والنقاد التشكيليين، ولوحظ أنها في افتتاح معارضها لا تميل إلى دعوة الوجوه الرسمية، معلقة لنا على ذلك بأن كل زائر لمعرضها لا يقل أهمية عن الرسميين؛ لأنه جاء وتحمل المشقة باعتباره متذوقا وليس لأن وظيفته تحتم عليه ذلك.    

سعاد مردم بك، من الفنانين البارزين فى فن البورتريه أو تصوير الوجوه، بما يحمله ذلك من معان ورسائل متنوعة، وتعتمد فى أدواتها على الرسم بالزيت، وخامات مختلفة من ابتكارها على قماش "كانفاس"، ويتساءل الزائر في دهشة أمام معظم لوحاتها: هل هذه الوجوه لنساء أم رجال؟!

الميلاد شامي

ولدت سعاد مردم بك - التى تقيم حاليا بالقاهرة - فى "دمشق"، وقد عاشت طفولتها فى بيروت وهناك أيضا درست الفلسفة والفن، كما أقامت فترة من الزمن فى كندا، وقد امتدت المعارض التى ضمت أعمالها على مدى السنوات الماضية من دمشق وبيروت والكويت والقاهرة وباريس وحتى واشنطن ومونتريال، كما شاركت فى 4 معارض جماعية فى سورية ولبنان والسعودية والأرجنتين، ولها مقتنيات في معظم دول أوروبا والعديد من الجهات العربية.

يذكر أن الفنانة سعاد مردم بك درست الفن التشكيلي في لبنان، وأقامت فترة من الزمن في كندا حيث أكسبتها تأثيرا جديدا، ونوعت من تجربتها التشكيلية .

التنوع

أهم ما يميز الفنانة سعاد مردم بك في معرضها المقام حاليا في أحد المعارض بحي الزمالك هو التنوع مع عدم الإخلال بوحدة الموضوع، حيث قدمت في أعمالها المعروضة في كل لوحة بصمة وشخصية وتعلق لنا على ذلك بقولها: إنه عالمي الخاص المستوحى من ذاكرة الزمان والمكان.

لعل لحظة التوقف والتأمل الأولى للمتلقي أمام لوحات الفنانة ستجبرك على أن تسألها عن أهم سمة تميز معرضها؟

ـ من أصعب الأمور على الفنان أن يشرح لوحاته؛ لأن اللوحة ليست قصة يمكنني أن أحكيها وألخصها، والرسم من الأمور التي لا يمكن تفسيرها تماما كالموسيقى، لابد أن تراه وتشعر به مجردا، وتتخيله بعقلك وعند الرؤية تتجسد الحقيقة، بل هناك موسيقى وعلاقة متكاملة بنيت على دراسة الفكرة وكيفية معالجتها بالخط والتكوين والألوان المستخدمة.

ـ وماذاعن التنوع الذي لفت انتباه كل من تجول في معرضها؟

ـ التنوع  في رأيي غنى وأشكر كل من وصف معارضي بهذا الوصف، وأستطيع أن أقول إنه ناتج عن تعدد البلدان التي عشت فيها، وكل مدينة عشت فيها أعطتني مفردات جديدة، وكانت مؤثرة في حياتي وتلك هي خبرة الفنان.

وما أهم المحطات في حياتك؟

ـ من دون شك بعد بلدي سوريا تأتي مصر في المقدمة، وأيضا لبنان وكندا وباريس، ولكن يجدر بي شكر استقبال الجمهور لي في كل بلد عشت فيه، لا أفرق بين جمهور وآخر، الجمهور المتذوق لا يختلف من بلد لآخر، فالفن لغة عالمية لكل الناس "ما في بلد أعجبني أكثر من بلد".

بمن تأثرت من رواد الفن التشكيلي العالميين؟

ـ بكل صدق أقول لك: لا أحد منهم حاولت التشبه به، وأنا بعيدة كل البعد عن "شغلهم".

لماذا تكثر الطيور والأسماك والحيوانات الأليفة فى أعمالك ؟

ـ الطيور بعضها يرمز للحرية، والأسماك هي رمز الخير، ولكن عندي مفردات أخرى كثيرة من الحيوانات الأليفة كالقطط، ولا أجد سببا لتبرير وجودها، فهي كائنات تشاركنا الحياة على كوكب الأرض، وبالتالي هي شريك كامل للإنسان، ومن هنا يكون وجودها طبيعيا تماما خاصة في ظل ما يعرف نقديا بالرمزية الشاعرية، وليس شرطا أن ترمز لشيء معين.

لماذا تكثر وجوه النساء في أعمالك؟

ـ تقول في مداعبة: وهل تأكدت من كونها نساء.

أعاود السؤال بإلحاح: على الأقل هذا ما يبدو لنا من الوهلة الأولى؟!

تقول في مراوغة: ولكن كثيرين التقوني، وقالوا إنهم اختلط عليهم الأمر: هل هي وجوه لنساء أم رجال.

هل تتعاملين مع "موديلز" أم وجوه لوحاتك من الخيال؟

ـ كل لوحاتي مستقاة من خيالي بنسبة مائة بالمائة وبالطبع الأزياء التي أرسمها لا توجد في الواقع، ولا أتعامل أبدا مع الموديلات، عندي "كونسبت" معين أتعامل من خلاله.

هل تأثرت بالملامح الفرعونية؟

ـ لا لم أتأثر بالملامح الفرعونية.

هل أنت على دراية بالفن التشكيلي المصري وخاصة نجماته من النساء؟

ـ أنا أرفض بشدة تصنيف الفن إلى رجالي ونسائي، ولكن الحركة التشكيلية المصرية رائعة ورائدة ومؤثرة إقليميا وعالميا؛ وفي السياق أنا من أشد المعجبين بالفنانات الكبيرات: الدكتورة زينب السجيني، الدكتورة رباب نمر وتحية حليم.

    الاكثر قراءة