الخميس 9 مايو 2024

القمة الثلاثون للاتحاد الإفريقي.. «السيسي» يبحث سبل التعاون مع دول القارة السمراء لمكافحة الفساد.. ومتخصصون: تبادل المعلومات سيقضي على الجماعات الفاسدة والإرهابية

تحقيقات28-1-2018 | 18:26

دبلوماسي: التعاون في مجال مكافحة الفساد والإرهاب ضروري بين دول القارة الإفريقية

باحث في الشأن الإفريقي: لقاء قادة القارة الإفريقية مهم لتوطيد العلاقات

دبلوماسي: تأسيس هيئة لمكافحة الفساد والإرهاب موجود في أوروبا.. وسيفيد القارة السمراء في حل أزمات عدة


أكد عدد من الدبلوماسيين والمتخصصين في الشأن الإفريقي، أن إنشاء هيئة إفريقية للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والفساد مهم، وسيساهم في زيادة التعاون وتعزيز العلاقات بين دول القارة السمراء، فضلًا عن تبادل المعلومات بين هذه الدول فيما يخص مكافحة الإرهاب والفساد، وأوضحوا أن القارة السمراء تشهد العديد من التحديات التي تتطلب من الدول التعاون والتكاتف لمواجهة هذه التحديات، كما أن تأسيس الهيئة لن يشكل أي أزمة إلا فيما يتعلق بالتكاليف المالية، ولكن اقترح أحد الدبلوماسيين أن يتم تأسيسها بإمكانيات محدودة ويتم توسيع إنشائها وفقًا للخدمات التي تقدمها.


التعاون وتبادل المعلومات

قال السفير جلال الرشيدي، عضو وفد مصر الدائم بالأمم المتحدة سابقًا، إن أهم مكاسب مصر من المشاركة في القمة الأفريقية، هي أنها ستكون رئيسة القمة الأفريقية للعام القادم 2019 وهذا أمر جيد ودليل على مكانة مصر في القارة الأفريقية، وما وصلت إليه خلال السنوات الماضية في علاقاتها مع دول القارة، مشيرًا إلى أن مشاركة الرئيس «السيسي» في القمة الأفريقية ومناقشة دول القارة السمراء أسفر عن إنشاء مركزين مهمين.

وتابع الرشيدي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المركز الأول مكافحة الفساد والثاني مكافحة الإرهاب، حيث أن المركزين يمثلان قضية مهمة  في التعاون بين دول القارة السمراء، ومناقشتهما بما يتناسب مع ظروف وإمكانيات كل دولة، موضحًا أنه هناك بعض الجماعات والمنظمات الإرهابية المتطرفة الموجودة في ناحية الجنوب في القارة السمراء، والتي تمثل تهديداً للدول الإفريقية، ومن المهم التعاون في هذا الشأن مثل مراقبة أنشطة تلك الجماعات أو الشخصيات التي لديها سجل إرهابي.

وأكد الرشيدي، أن التبادل المستمر في المعلومات والتعاون بين أجهزة الاستخبارات والأمن الأفريقية على مستوى القارة بما في ذلك مصر أمر ضروري، لافتًا إلى أن اجتماعات القمة الأفريقية الحالية أكدت على هذا التعاون في ضوء الحديث عن مكافحة الإرهاب والفساد، حيث أنه هناك العديد من المجموعات والجماعات الإرهابية المتطرفة الموجودة في ليبيا تسعى لاختراق الحدود المصرية لتنفيذ المخططات الإرهابية، وبالتالي فإن تبادل المعلومات في هذا الأمر سيمنع تنفيذ هذه المخططات وسيقضي على هذه الجماعات، فضلًا عن التعاون في تبادل الأجهزة والمعدات التكنولوجية الحديثة وغيرها، مشددًا على ضرورة تطبيق المراقبة الشديدة لتحركات الأفراد والجماعات المشبوهة الإرهابية مثل "داعش- القاعدة" وغيرهم.


توطيد العلاقات المصرية الأفريقية

بينما قال الدكتور محمد جابر، الباحث والمتخصص في الشأن الأفريقي، إن التعاون بين دول القارة الإفريقية في مجال مكافحة الإرهاب والفساد من الأمور الإيجابية، موضحًا أن التلاقي في وجهات النظر، والرؤى بين دول القارة خلال اجتماعات القمة الإفريقية قد ظهر واضحًا من خلال لقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، مع عدد من زعماء وقادة دول القارة السمراء.

وأضاف «جابر»، في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن تبادل وتعزيز العلاقات المصرية الإفريقية أمر مهم، حيث يسعى «السيسي» لتوطيد علاقات مصر الخارجية سواء بالقارة الإفريقية أو مختلف دول العالم، لافتًا إلى أنه على مستوى العلاقات المصرية الإفريقية وتحديدًا دولة السودان قد شهدت حالة من التوتر، التي أبرزتها وسائل الإعلام بشكل كبير من خلال التصريحات المختلفة، ولكن من خلال القمة الإفريقية واللقاء المباشر بين الرئيسين «السيسي» و«البشير» خلق نوع من تعزيز العلاقات على مستوى المحفل الدولي الإفريقي.

وأوضح أن القمة الإفريقية تساهم في تحسين العلاقات الدولية في مختلف المجالات بين مختلف دول القارة السمراء، مؤكدًا أن لقاءات الرؤساء والزعماء والقادة أفضل من اللقاءات الفردية لوزراء العلاقات الخارجية لكل دولة من دول القارة، حيث كانت العلاقات المصرية الإفريقية بعيدة تمامًا لفترات طويلة.


تأسيس الهيئة على غرار أوروبا

وفي سياق متصل، قال السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن إنشاء هيئة لمكافحة الفساد والإرهاب ليست بأمر مستحدث، ولكنها مطبقة بالفعل في أوروبا، وهناك هيئة لمكافحة الفساد والتعاون مع مختلف دول العالم في هذا الصدد، مضيفًا أن هذه الهيئة تتبادل المعلومات الخاصة بقضايا الفساد والفاسدين والجماعات الخاصة بتهريب الأموال وتبيضها والمخدرات وغيرها.

ولفت الصفتي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن نتائج هذه الهيئة مبهرة جدًا، وتساعد كثيرًا في القبض على هذه الجماعات وإن كانوا من دولة أخرى غير المقمين بها وذلك في غصون أيام قليلة بمجرد معرفة الدولة أو الحكومة بالفاسدين، مشيرًا إلى أن وجود هيئة مماثلة في القارة الإفريقية وتعاون دول القارة السمراء من خلال تبادل المعلومات وتسليم المطلوبين في قضايا فساد أو إرهاب أمر جيد.

وأشار الصفتي، إلى أن تأسيس هيئة في القارة السمراء على غرار النمط الأوروبي لمكافحة الفساد والإرهاب لن يشكل أي أزمة، بل سيساهم في تطهير القارة السمراء وزيادة التعاون والتبادل بين مختلف دول القارة، موضحًا أن تبادل المعلومات في هذا الشأن سيمنع وقوع العمليات الإرهابية وقضايا الفساد الدولية، فضلًا عن قيامه بتعميق العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الأخرى وتوطيدها، قائلًا: «ليس من المهم أين سيكون مقر هذه الهيئة ولكن الأهم أن تعمل الهيئة بشكل فعال وسريع في تبادل المعلومات وزيادة التعاون بين دول القارة».

وتابع، أنه ليس من الضروري أن تبدأ الهيئة على أعلى المستويات والبيروقراطية الضخمة وعمل مؤسسات وغيرها، كما حدث مع الهيئة الأوروبية المماثلة بدأت بشكل صغير، ولكنها تطورت وفقًا للحاجة إلى خدماتها، مؤكدًا أن هذه الهيئة تؤدي خدمات كبيرة للدول الأوروبية وهو الأمر الذي سيحدث في القارة السمراء بمجرد إنشاءها، ولكن من الممكن ألا توافق عليها بعض الدول الإفريقية نظرًا للتكاليف المالية، وبالتالي من الممكن أن تبدأ كهيئة صغيرة.

يُذكر أن اجتماعات الدورة العادية الـ30 بدأت اليوم الأحد، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بحضور الرؤساء والقادة الأفارقة، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، والتي تعقد تحت شعار «الانتصار فى معركة مكافحة الفساد.. نهج مستدام نحو تحول إفريقيا»، والذي يعد موضوع القمة الرئيسي، آخذاً في الاعتبار ما تحتله مكافحة الفساد من أهمية لدى الكثير من الدول الأفريقية التي تسعى للتصدي لهذه الآفة من أجل تحقيق تطلعات شعوبها في العيش الكريم.


    Dr.Radwa
    Egypt Air