الخميس 27 يونيو 2024

الصينى غلب المصرى فى معركة الممبار

9-3-2017 | 12:34

تقرير: شريف البرامونى

عدسة: مصطفى سمك

الطعام جزء لا يتجزأ من حضارة العالم وكلما تنوعت مصادر الطعام فى دولة ما كان ذلك تأكيدا على حضارتها، ومصر من بين دول قليلة فى العالم تمتلك هذه الميزة فى تنوع إشكال ومصادر الطعام المختلفة أضف إلى ذلك إبداع الشعب المصرى فى صنع العديد من الأطعمة المميزة، والتى سجلت باسمه عبر تاريخنا البشرى الطويل، ومن بين تلك الأطعمة الفريدة، التى يتميز بها الشعب المصرى «فواكه اللحوم» أو ما يعرف «بالعفشة أو السقط ممبار وفشة وكرشة»، تلك الأطعمة التى لها مكانة خاصة عن المصريين، وكانت جزءا لا يتجزأ من الحكى الشعبى، الذى وصل إلى حد الأسطورة فى بعض الأحيان عن فوائد تلك الأطعمة على الصحة العامة، وكيف تلعب دور الساحر فى صناعة القوة البدنية والذهنية لمن يتناولها، تلك الأطعمة هى الأخرى تمر بمأزق كبير بعدما تم غزو السوق المصرى (بالممبار الصينى) مجهول الهوية والمصدر، وكذلك آثاره على صحة الإنسان الذى يتناوله «المصور» حاولت أكتشف سر هذا الغزو.

وتقول الحاجة رؤية أحد تجار»العفشة أو السقط» بالمجزر القديم بحى السيدة زينب أن تجارة السقط فى مصر الآن تتعرض لكساد كبير يصل إلى حد التوقف نتيجة ارتفاع الأسعار غير المسبوق مؤكدة أن تلك التجارة فى الماضى القريب كانت تحقق أرباحا كبيرة نتيجة إقبال الزبون على شرائها من كافة المستويات الاجتماعية أما الآن نتيجة ارتفاع الأسعار تعرض للتلف بعد عدة أيام من عرضها فى الأسواق وسط غياب الزبون، مما جعل الكثير من التجار يتوقفون عن ممارسة تلك المهنة..

وعن غزو الممبار الصينى للأسواق المصرية فى مثل هذا الوضع تقول رؤية بأن الممبار الصينى مثله مثل باقى البضائع الصينية أرخص تاجر العفشة: الممبار الصينى مثله مثل باقى البضائع الصينية أرخص.. والمصرى وصل إلى ٤٠ جنيه والصينى ٢٠ مشيرة إلى أن سعر الكيلو من الممبار الصينى يصل إلى عشرين جنيها، بينما سعر الممبار البلدى أو المصرى يتراوح ما بين أربعين إلى خمسة وأربعين جنيها للكيلو

وعن مصدر الممبار تقول تاجرة العفشة: إنها لا تعرف شيئا عن مصدره أو طبيعة تصنيعه أو من أى نوع من الحيوانات يأتى هذا الممبار، مؤكدة أنه يأتى إليها فى صورة «هنكات مصنعة» هو اللفظ التجارى للممبار، الذى يتم إعداده من أجل تعبئته باللحم أو ما يعرف بالسجق فى المحلات والمطاعم، ثم يتم وضعه فى الماء لعدد من الساعات حتى يتخلص من الملح ويرجع إلى صورته الأولى «ممبار»..

أما محمد العفش، أحد تجار مهنة فواكه اللحوم أو السقط منذ أكثر من أربعة عقود يكشف لـ»المصور» سر صناعة الهنكات: ويقول إن سبب اللجوء إلى الممبار الصينى هو ارتفاع الأسعار «الغلاء خرب بيوتنا ووقف حالنا»، مشيرا إلى فارق السعر بين البلدى والصينى كبير، حيث إن الأخير بنصف بنصف ثمن البلدى، مما يدفع الزبون إلى الإقبال على الصينى، خاصة أنه ليس هناك فرق يمكن أن يلاحظ ومع انخفاض سعره كله بيعدى على حد قوله..

العفش أكد أن الفارق بين الهنكات والممبار أن الأول بلا دهون وأخف فى السمك من الممبار، مشيرا إلى أنه فى الماضى لا يمكن استخدام الهنكات فى المنزل لصنع الممبار المحشى، لكن الآن الزبون يوافق على الهنكات لرخص ثمنها.

تاجر السقط أكد أن صناعة الهنكات معروفة فى مصر منذ زمن طويل ويتم تصنيعها فى مصانع صغيرة منتشرة فى المنطقة المحيطة بالمجزر القديم بحى السيدة زينب، حيث يتم جلب الممبار ثم التخلص من الدهون، ووضع الممبار فى الملح لمدة ثلاثة أيام ثم التخلص من السائل المخاطى الموجود داخل جدار الممبار بعد أن يتحول إلى اللون الأخضر ثم بعد ذلك يتم وضع كمية كبيرة من الملحة على الممبار ثم تنشيره على حبال لمدة أسبوع حتى يجف ويتم بيعه لمحال والمطاعم بالمتر من أجل استخدامه فى صناعة السجق.. أما الهنك الصينى يؤكد العفش أنه لا يعرف شيئا عن طريقة تصنيعه..

وعن أسعار فواكه اللحوم الآن وفى الماضى يقول العفش إن هناك فارقا كبيرا فى الأسعار، فقدم العجل أو الكوارع كانت تبلغ سعرها فى الماضى ٢٠ جنيها للقدم الواحدة، أما الآن فسعرها يصل إلى ٦٠ جنيها، كما يبلغ سعر كيلو لحمة الرأس ٧٠ جنيها بعدما كانت ١٥ جنيها للكيلو، فيما بلغ سعر كيلو الكرشة ١٥ جنيها، بعدما كان يبلغ ٥ جنيهات، أما سعر الفشة فأصبح عشرين جنيها بعدما كان السعر الكيلو ٨ جنيهات..

ويقول أحد مفتشى الرقابة الصحية على المنتجات الغذائية- رفض ذكر اسمه- إن استخدام هنكات الحيوانات أمر غير مصرح به، وقد صدر قرار يمنع استخدامه منذ أكثر من عشر سنوات والمطروح فى الأسواق يتم تصنيعه فى بئر السلم، ويتم مصادرته فى حملات التفتيش، التى على المحلات التجارية، وعن سبب منع استخدامه أكد أنه يحتوى على بعض الميكروبات الناتجة عن بعض الديدان الموجودة بالأمعاء تصل خطورتها إلى حد موت من يتناولها إذا نمت تلك الميكروبات فى ظروف بيئية معينة وبشكل معين.