كتبت رانيا يوسف
نظمت إدارة مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوربية ندوة خاصة للحديث عن سينما داود عبد السيد، بحضور المخرج الكبير، وجمال زايدة رئيس المهرجان، وأدار الندوة الناقد خالد محمود، الذي قال ان داود له علامة خاصة في تاريخ السينما المصرية، حيث ان أعماله تمثل رحلة بحث عميقة عن علاقة الإنسان ونفسه وعلاقته مع الله، رغم انه قدم افلامه علي فترات متباعدة واضاف ان هذا التباعد الزمني أثراها عمقاً ، وجعلها مثيرة للجدل، واشار ان داود له ٣ افلام تعد علامات بارزة في تاريخ السينما العربية، وهي "ارض الخوف"، "الكيت كات" و"سارق الفرح"، واضاف ان سينما داود مرت بمراحل، أولها مرحلة التخرج من معهد السينما عام ١٩٦٧ ، ثم مرحلة تقديم السينما التسجيلية التي حملت افكارا فلسفية وعميقة، وكانت فترة تمرد دَاوُدَ لصنع سينما خاصة به.
المخرج دَاوُدَ عبد السيد قال انه لا يعتبر نفسه تمرد لكنها كانت رحلة بحث عن ماذا يمكن ان اقدم في حياتي، قررت ان اقدم رؤيتي وبصمتي الخاصة او الا اعمل مخرج، السؤال الذي كان يشغلني هو هل انا كنت قادرا على تقديم شيء جديد للسينما المصرية، سؤال طرحته على نفسي وأنا طالب، وإجابته اخذت عشر سنوات بعد التخرج، كل هذا الوقت كنت اختبر نفسي بطريقة مختلفة، بدأت اكتب سيناريوهات ، لمدة عشر سنوات ، لم يكن هناك ديجيتال، كان لا بد ان ننفذ من خلال الصناعة، لكن الصناعة لها تقاليدها وإنجازها الكبير، في نفس الوقت كان لنا تحفظات كثيرة على المنتج السينمائي تلك فترة، وجدت اني لابد ان اتعامل مع الجمهور، وان اقدم فيلما جماهيريا وليس تجاريا، كان هذا هو التحدي بعد اول مرحلة، عدت للسؤال هل انا قادر على تقديم فيلم يتعامل مع الجمهور بشكل حر أكثر ، لم أكن أتمرد ولكن كنت ابحث عن إمكانياتي .
واشار إلى ان فيلم البحث عن سيد مرزوق وجد صدي نقديا جيدا اعتقدت انه فيلم سهل لكني أخطأت، الجمهور استقبله بصعوبة رغم ان الفيلم بسيط جداً، واوضح ان هناك فرقا بين الفهم والإدراك، الإدراك يأتي بعد الاستمتاع بالعمل الفني، بالتالي ممكن نبحث عن مفاهيم معينة في العمل، اما فيلم ارض الأحلام فقد قدمته في وقت خاطئ، وربما بوستر الفيلم كان هو مشكلته، في هذه الفترة كان هناك جمهور للسينما يختلف عن جمهور الفنانة فاتن حمامة والفنان يحيي الفخراني، وربما موضوعه لم يكن مناسبا للسينما في هذه الفترة، في النهاية هذا الفيلم هو اكثر أعمالي التي صنعت توازنا لأعمالي، و كان شرف لي ان وافقت فاتن حمامة على الفيلم، لا يمكن ان يجذب العمل الفني كل الجمهور لكن هناك عمل يجذب عددا اكبر من الجمهور وهذا يتوقف على حالة المجتمع في لحظة استقباله للعمل.